x

إنيستا قديس إسبانيا الجديد وسفير أحلامها في يورو 2016

الأحد 29-05-2016 21:18 | كتب: الألمانية د.ب.أ |
إنيستا يحرز الهدف الثالث لبرشلونة أمام ريال مدريد 
 - صورة أرشيفية إنيستا يحرز الهدف الثالث لبرشلونة أمام ريال مدريد - صورة أرشيفية تصوير : أ.ف.ب

إنه «تراث إنساني» كما وصفه مدربه في برشلونة لويس أنريكي وهو اللقب الذي استحقه بفضل سلوكه المثالي، هذا هو أندريس إنييستا، لاعب وسط الميدان، الذي يحظى بإعجاب الكرة العالمية، والذي ترغب إسبانيا في تخليد سيرته.

ولا يفتقد المنتخب الإسباني للدوافع، بقيادة مديره الفني الوطني فيسينتي دل بوسكي، الذي يراهن، بعد أن فقد سحر تشافي هيرنانديز، على عبقرية إنييستا لتقوده خلال كأس أمم أوروبا 2016 بفرنسا «يورو 2016» نحو لقبه الثالث في هذه البطولة.

وحتى لو نفى مدربه السابق في النادي بيب جوارديولا بتنبؤه بهذا المصير لإنييستا، ظلت جماهير برشلونة والجماهير الإسبانية أيضا تؤمن بالتحذير الذي وجهه المدرب الكتالوني لتشافي: «أنظر إلى أندريس لأنه يوما ما سيحدث معك، طبقا لقانون الحياة نفسه، كما حدث معي عندما جئت بديلا لي، إنييستا سيطيح بكلانا».

ولم يطح إنييستا بجوارديولا ولا بتشافي أيضا، الذي قرر الرحيل عن برشلونة والمنتخب الأسباني، مثل مدربه الأسبق، قبل أن تصل قدراته البدنية إلى أقصى مستوياتها من الإنهاك.

ورغم ذلك، لا أحد يمكنه التغاضي عن التفكير في التكهنات، التي تنبأت بحلول انيستا بديلا لتشافي، بعد أن قال هذا الأخير حرفيا: «أنا تلميذ للمعلم»، خلال توديعه لتشافي.

وكان حدث الوداع هذا، في يونيو 2015، يحمل الكثير من الرمزية، كما كشف النقاب عن بعض من القيم، التي يدافع عنها إنييستا «اللاعب الفريد والتراث الإنساني»، كما وصفه مدربه الحالي لويس إنريكي.

ويستحق إنييستا هذا الوصف نظرا لتواضعه، رغم فوزه بجميع الألقاب الممكنة في رياضته، وبفضل كرمه، الذي يظهره داخل الملعب وخارجه، وبسبب سلوكه المعتدل في هذا العالم الصاخب وفي ظل الخروج المعتاد عن حدود اللياقة.

ولا يوجد أي لاعب آخر يحظى بهذا التقديرالجماعي كما يحظى به إنييستا في إسبانيا، منذ أن سجل هدفه التاريخي في شباك هولندا في نهائي مونديال جنوب أفريقيا 2010 ليمنحها لقبها الأول في بطولات كأس العالم.

ويتلقى إنييستا تصفيق الجماهير في كل مكان حتى في ملعب سانتياجو بيرنابيو، معقل ريال مدريد، ولا توجه إليه صافرات الاستهجان سوى في ملعب سان ماميس، حيث اتهمته جماهير أتلتيك بيلباو، صاحب الملعب، بادعاء التعرض للاعتداء خلال إحدى المباريات في 2010، طرد على إثره فيرناندو أموريبيتا لاعب فريقهم.

ولا تميل شخصية انيستا، الذي يعرف عنه الخجل والصدق، إلى الظهور وجذب الأضواء، رغم الخطوات المتقدمة التي قطعها خلال الأعوام الماضية في محيط الحياة العامة.

وبات الخمسين ألف متابع، الذين يتواجدون على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بإنييستا، لا يرتقبون لحظات فرحه وانكساراته الرياضية وحسب، بل أصبحوا يتابعون بدقة حياته الخاصة مثل أعياد ميلاد أقاربه أو خروجه بصحبة زوجته أو رسائله لوالديه.

ولا يعد إنييستا 32عاما قائدا لبرشلونة وحسب، بل إنه أحد رجال الأعمال في مجال مشروبات النبيذ، وهو الأمر الذي لا يخفيه عن أحد، حيث إن الشعار المكتوب على حانته: «حانة إنييستا، الشغف يسري بالداخل»، لا يترك مجالا للشكوك.

ولا يزال يحتفظ إنييستا باسلوبه الخاص والرائع والمختلف عن تشافي، رغم التغييرات الفنية، التي أدخلها لويس انريكي على طريقة لعب النجم المخضرم، والتي اشتملت على التمرير بشكل مختلف وتعديل إيقاع اللعب بجانب مميزاته الخاصة وقدرته الكبيرة على التحكم.

ومنح مدرب الفريق الكتالوني إنييستا هذا الموسم فترات أكبر من الراحة وهو ما دفع اللاعب إلى الرد بشكل إيجابي وتقديم مستوى فني راق في جميع المباريات، التي شارك فيها.

ويأمل دل بوسكي والمنتخب الإسباني في أن يحتفظ إنييستا بهذا الأداء الرائع خلال شهر يونيو.

وأصبح إنييستا بعد ابتعاد كل من تشافي ودافيد فيا وتشابي ألونسو عن المنتخب الأسباني، مطالبا داخل الملعب بتولي مهمة قيادة الفريق، الذي يسعى إلى التألق والظهور بعيدا عن الجيل الذهبي الراحل.

ويبدو أن إنييستا هو المحور والركيزة الأساسية، التي سيعتمد عليها المنتخب الإسباني في «يورو 2016» لاستعادة مستواه الفني، الذي قاده لمنصات التتويج خلال الأعوام الماضية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية