«أنا جائع».. هي الكلمات الأولى التي نطقها الطفل اليابانى، البالغ من العمر 7 أعوام، بعدما وجد في قاعدة عسكرية مهجورة بعد 6 أيام من اختفائه في الغابة التي تركها به والداه تأديبا له على سوء سلوكه، بينما كانت أول كلمة وجهها له والده بمجرد رؤيته: «سامحنى لأنى تسببت لك في مثل هذا الألم». وتداولت المواقع العالمية خبر نجاة الطفل اليابانى، ياماتو تانوكا، بأعجوبة والعثور عليه على قيد الحياة في ملجأ عسكرى في الغابات كثيفة الأشجار التي تنتشر بها الدببة في جزيرة هوكايدو الشمالية. ووفقاً لموقع هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى»، قيل إن «تانوكا» لم يذرف دمعة عندما عثر عليه، وقال لعمال الإنقاذ إنه كان جائعا قبل أن يلتهم كرات الأرز والخبز، ونقل الطفل إلى المستشفى بالإسعاف الجوى، وكان يعانى من التعب الشديد والجفاف.
وتمكن الطفل من البقاء على قيد الحياة لمدة أسبوع في جزيرة هوكايدو الشمالية، حيث تنخفض درجة الحرارة خلال الليل إلى 7 درجات مئوية، بالإضافة إلى سقوط الأمطار الغزيرة، إذ كان ينام بين 2 من المراتب، ويشرب مياه صالحة من الصنبور خارج المبنى.
وقال الصبى إنه سار إلى مرفق قوات الدفاع الذاتى من تلقاء نفسه عبر الجبال، فيما قال أحد أفراد قوات الدفاع الذاتى اليابانية لتليفزيون «إن.إتش.كيه» الوطنى: «كان أحد جنودنا يستعد للقيام بتمرينات هذا الصباح وعندما فتح باب مبنى بالقاعدة اكتشف وجود الطفل».
ولدى سؤال الشرطة لوالدى الطفل عن سبب اختفائه، قالا في بادئ الأمر إنه اختفى، بينما كانت الأسرة تبحث عن نباتات صالحة للطعام، لكنهما اعترفا لاحقا للشرطة إنهما تركاه بجانب الطريق لتأديبه بعد أن رشق أشخاصا وسيارات بالحجارة.
وصرح والد الطفل تاكايوكى تانوكا أمام المستشفى: «تصرفى المبالغ به أرغم ابنى على اختبار لحظات رهيبة. أقدم أشد الاعتذار إلى مدرسته وفرق الإغاثة وإلى الناس أجمعين لأننى تسببت بهذه المتاعب». وأشار الموقع إلى أن عملية البحث عن الطفل المفقود استغرقت 6 أيام، وشارك نحو 180 جندياً وشرطياً ومسعفاً ومتطوعاً ومروحيات في البحث عن الطفل، وعثر عليه في أحد مبانى «كوماجاتي» وهو حقل عسكرى مخصص للرماية.