تحولت جنازة كمال الشاذلي، المشرف على المجالس القومية المتخصصة، في مركز الباجور بمحافظة المنوفية، مسقط رأس الراحل، إلى مظاهرة طالب فيها الآلاف من مشيعي الشاذلي بترشيح نجله على مقعده في مجلس الشعب الذي يشغله منذ 46 عاماً.
وقال النائب عاطف الحلال، الشريك السياسي للراحل كمال الشاذلي، الذي وافته المنية فجر الثلاثاء، على مقعد العمال في دائرة الباجور، إن الشاذلي تعرض لهبوط في الدورة الدموية، نقل على إثره إلى مستشفى المركز الطبي العالمي بالعاشر من رمضان، قبل أن تصعد روحه إلى بارئها قبل ساعات من حلول فجر عيد الأضحى.
وسيطرت حالة من الحزن على أهالي دائرة الباجور، فور علمهم بخبر وفاة الشاذلي، وتوجه الآلاف من جميع مراكز المحافظة لاستقبال جثمانه وإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه، وتجمع الآلاف على مشارف مدينة الباجور، لحمل جثمانه مشياًَ على الأقدام، حتى مدفنه الذي بناه بمسجده بجوار فيلته، فيما تجمع عدد كبير من المواطنين في انتظاره أمام المسجد المجاور لمنزله.
وقالت آمال الحنفي، صاحبة كشك، وهى تبكي: «كمال عمره ما يتكرر.. والباجور مش هاتجيب حد زيه.. ولو نايم على السرير كنا هاننتخبه».
وتحولت جنازة الشاذلي إلى مظاهرة، هتف فيها الآلاف للمطالبة بوقف الانتخابات بالباجور، قائلين: «بعد ما كمال الشاذلي مات مش عايزين انتخابات»، فيما تعالت هتافات أخرى تطالب الحزب الوطني بأن يكون مقعد الشاذلي من نصيب نجله معتز، إعترافاً بفضله، قائلين: «يا جمال قول لأبوك كرسي كمال لابن كمال».
وتسببت وفاة كمال الشاذلي، أقدم برلماني في العالم ونائب دائرة الباجور على مقعد الفئات منذ 46 عاماً، في أزمة داخل الحزب الوطني، قد تسفر عن فقدان الحزب أول مقاعده في الانتخابات البرلمانية المقبلة، لعدم إمكانية ترشيح بديل للراحل بعد غلق باب الترشيح، بينما أصبح الدكتور محمد كامل، عضو اللجنة العليا لحزب الوفد، الأقرب للفوز بالمقعد، بعد أن ترشح كمنافس لـ«الشاذلي» على المقعد 5 مرات من قبل دون أن يفوز في أياً منها.
وتوفي الشاذلي عن عمر يناهز 77 عاما بعد صراع مع المرض، عقب إصابته بورم في القولون اضطره للسفر إلى أمريكا لاستئصاله، وعاد إلى القاهرة منذ عدة أشهر.