كلنا كنا فى تشوق لرؤية مباراة كرة القدم فى نهائى أبطال أوروبا، ليس فقط لنرى من سيحمل الكأس الغالية التى يحلم بها كل لاعبى العالم، ولكن أيضا لنرى كل ما هو جديد فى العلم والتكنولوجيا، وكيف تطورت اللعبة إلى صناعة كبيرة غزت كل العالم وأصبحت الشغل الشاغل لكل العالم لتطور أحداثها وقوة المنافسة الشريفة التى نراها.
بالأمس، رأينا نهائى أوروبا يحمل لنا تنظيما رائعا، وحضورا غير عادى من الجماهير، وإبداعات التصوير التى اعتدناها من هذه المباريات، والآلاف الذين قاموا بتأمين هذا اللقاء، والاحتفال الذى كان عقب هذا اللقاء.. كل هذا رأيناه فى مباراة لكرة القدم.
والسؤال الذى اعتدناه بدون إجابة هو: متى سنكون مثل هذه الأحداث.. هل نحن نلعب لعبة غير التى يمارسها العالم بأكمله..هل لدينا قوانين أخرى تحكم لعبتنا غير قوانين الاتحاد الدولى أم مازلنا نعيش فى جلباب الماضى؟، أم أن هناك من لا يريدون تطوير هذه الصناعة التى أصبحت عوائدها بالمليارات؟.
فى البرازيل، عائد كرة القدم تخطى 16 مليار دولار، وفى انجلترا البث الفضائى تخطى 5 مليارات دولار.. والسؤال الذى أتساءله دائما: «متى سنطور ونتطور؟».
إلى كل المسؤولين عن كرة القدم (استقيموا يرحمنا ويرحمكم الله).. هل ما أتمناه وأتحدث عنه هو فى عالم الخيال؟!.. هو ما أطالب به هو حقا من المستحيلات؟!، فعندما حدثت ثورتا 25 يناير و30 يونيو كانت مطالبنا هى التغيير ليس فى الأشخاص ولا الهيئات ولا الصور، لكننا كنا نهدف إلى تغيير الفكر وتغيير المنظومة واللوائح والقوانين التى يمكن القول إنها قتلتنا ودمرتنا خلال السنوات الماضية، وإذا كانت الدولة تحاول وتسعى جاهدة أن تصل أهداف الثورة إلى كل مجالات الحياة.. فإننى أؤكد لهم أنها لم تصل إلى الرياضة بصفة عامة وكرة القدم على وجه الخصوص.. إذا لم تصدقونى.. فعودوا إلى مشاهدة مباراة الريال وأتلتيكو مدريد فى نهائى دورى أبطال أوروبا لتعلموا أو تقيّموا بأنفسكم ما الذى وصلنا إليه؟.. ما الفارق بيننا وبينهم.. هل هم من كوكب آخر أم أننا نحن مازلنا نعيش تحت الأرض فى غرف مظلمة.. نتصارع ونتكالب على أشياء ليس لها قيمة ونزيد من تضاؤل أنفسنا بمثل هذه الصراعات؟.. الأمر يا سادة لم يعد مقالة تكتب فى صحيفة أو رأياً يقال فى فضائية من الفضائيات، الأمر يحتاج إلى تغيير حقيقى ليس فى الوجوه، وإنما فى الفكر، وأعود بكم مرة أخرى إلى مباراة الخيال، لنعرف لماذا البرتغالى كريستيانو رونالدو هو أفضل لاعب فى العالم ويستحق هذه الشعبية الطاغية فى كوكب الأرض، فقد شارك «الدون» فى المباراة النهائية مصاباً، ولاحظنا جميعا مدى تأثر أدائه بالإصابة.. لم يفكر أسطورة الكرة فى العالم فى أن تؤثر هذه المشاركة على مسيرته.. لم يهرب منها بدعوى الإصابة الحقيقية وليست الوهمية.. أدى نجم الكرة فى العالم 120 دقيقة مصابا فكانت المكافأة من المولى عز وجل أن يكون صاحب تسديدة التتويج، حتى يبقى الأسطورة ويزداد سعره ويزداد احتراما وقيمة فى العالم بأكمله.. ليتنا نتعلم!.