x

عباس الطرابيلي البداية.. ضرب الفساد عباس الطرابيلي الأحد 29-05-2016 21:21


هل قدر مصر أن تخرج من «حفرة» لتقع فى «دحديرة».. يعنى تخرج من حادث طائرة لتقع فى حادث ريجينى.. ثم تسقط من جديد فى بئر الدولار.. وبينما تحاول الخروج تقع فى حادث طائرة مصر للطيران.. وهى أيضاً مصر التى تواجه مخططاً إرهابياً، ليس فقط فى سيناء، لتدخل فى مستنقع الفتنة الطائفية!!

والحفر مستمرة، والدحديرة أيضاً.. ولكن الأخطر هو هذا الفساد الذى نتكلم كثيراً عن ضرورة القضاء عليه.. ولكننا نغوص أكثر وأكثر فى أوحال هذا الفساد.. ويبدو أنه لا حل، رغم أن رئيس الدولة يتحدث كثيراً عن ضرورة مكافحة هذا الفساد.. فماذا نفعل إذن؟! وإليكم مثلاً واحداً عن عدم الحسم فى قضايا حيوية.. أقصد عدم تعيين محافظ جديد للقاهرة، التى يذكرها الناس جميعاً بأنها «محافظة مصر»، وكان ذلك لقبها الرسمى حتى أيام الأسرة العلوية، رحم الله زمانها.

ويبدو أن مصر «عقمت»، وآسف يا كل المصريين أن أقول ذلك.. إذ رغم مرور الشهور والأسابيع على نقل محافظها، الدكتور جلال مصطفى سعيد وتعيينه وزيراً للنقل، إلا أننا لم نعين من يقوم مقامه.. فهل ليس فينا من يمكنه إدارة أمور المحافظة.. ومشاكلها تتجمع فيها كل مشاكل مصر والمصريين؟.. لماذا فعلاً لم يتم تعيين من يقوم بذلك.. أم تفعل كما فعل الخليفة العباسى - وكان مقره فى بغداد - عندما عينت مصر سيدة هى شجر الدر أم خليل سلطاناً على مصر، فأرسل الخليفة رسالة إلى القاهرة يقول فيها إن كانت مصر قد «عدمت» رجالها.. قولوا لنا حتى نرسل لكم من عندنا من يتولى أمورها؟!!

وقد يقال إننا نحاول الاختيار بين أكثر من مرشح، حتى لا نفاجأ - كما فوجئا من قبل، فى مواقع عديدة - بأننا لم نحسن الاختيار.. ولكن ألا تكفى كل الأسابيع التى مرت؟.. وأين الأجهزة العديدة التى تتولى الترشيح وتقديم الملفات، ورغم ذلك تبقى محافظة مصر بلا محافظ؟!! أليس ذلك من ظواهر هذا الفساد.. أقصد أن نعجز عن اختيار الشخص المناسب، فى الوقت المناسب.

ولاشك أن الفساد يتوحش عندنا وبشدة، رغم أن الرئيس يحذر ويطالب.. ولكن الشعب لا يرى استجابة لكل ذلك.. بل إن الفساد يخرج لنا لسانه، بل لم يتغير شىء يذكر الآن عما كان موجوداً قبل يناير 2011، حقيقة هناك قضية.. وهنا قضية.. ولكن التوحش بات ظاهراً ولا يكفى كشف فساد وزير ومحاكمته هو ومعاونيه.. إذ هناك رؤساء مدن.. ورؤساء أحياء يرتشون.. ليزداد الفساد توغلاً.. وهناك ضباط شرطة منحرفون ويساعدون الإرهابيين.. رغم وجود من يقول إنهم مثل نقطة سوداء فى الثوب الأبيض، وهناك «ظواهر» عن تحرك لضرب الفساد فى أماكن، ولكن هناك أماكن أكبر وأكثر يمتد فيها الفساد.

والناس يتشوقون بحرب فعلية لضرب الفساد، ونسف الرشوة.. وإعدام الراشى والمرتشى.. وأنا شخصياً أرفض العفو عن الراشى وتحويله إلى شاهد ملك.. لأنه ما تحول إلا بعد أن سقط ولا توجد رشوة دون الراشى نفسه، لأنه أيضاً المنتفع الرئيسى فى القضية، ولا تتعللوا بأى أسباب أخرى للعفو عن الراشى.

ولكن السلطة - وبعض القوانين المعمول بها - تشجع على الفساد.. مثلاً قانون المحليات: هل يقتنع أحد بأن هذا القانون يحد من الفساد بينما هو نفسه من يشجع على الفساد، وبالذات من زاوية واحدة هى العقبات التى يواجهها أى طالب ترخيص؟.. فإذا دفع نال ما يحلم.. وإلا.. «فوت علينا بكره» وبكره هذا لا يأتى أبداً، ورغم قناعتنا كلنا بأن هذه التعقيدات هى وراء انتشار الفساد من أسفل الجهاز الإدارى إلى قمته فإننا لم نحاول إعداد قانون جديد يواجه ذلك.. فماذا ننتظر؟.. أقول ذلك وأنا أعترف بوجود مسؤولين يراعون الله فيما يفعلون فى كثير من مواقع هذه المحليات.. وهم كثيرون، ولكن بسبب الإغراءات المادية ينفتح باب الفساد على مصراعيه.. دون وجود قانون يردع.. ويحسم فى أيام.

** والرئيس وحده لا يستطيع أن يفعل كل ذلك.. ربما استطاع ولكن ببعض الإجراءات العنيفة والحاسمة.. ولا يريد الرئيس - ولا نحن - اللجوء إلى أى تجاوزات فى هذا الاتجاه، ولكن الشعب ينتظر.. وأخشى إن طال الانتظار أن يحدث ما لا تعرف نتائجه.

** الشعب لن ينتظر.. ولن يقبل التأجيل.. ولن يسمح بتعطيل أى برنامج لمحاربة الفساد.. يا عالم القضية واضحة.. فلماذا يطول الانتظار؟!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية