x

عباس الطرابيلي الغش.. حتى فى رمضان! «٢-٢» عباس الطرابيلي الخميس 26-05-2016 21:40


فى هذا العصر عندما أصبح كوب الشاى هو الحلو الوحيد للمصريين، لجأ الغشاشون ليس فقط إلى استيراد تراب الشاى من كينيا وتنزانيا.. ولكن إلى خلطه - رغم سوء حالته - بأنواع أخرى، وهناك من جاء «بنشارة الخشب» وقام بصبغها لتؤكد لون الشاى الطبيعى.. وعرضه للبيع فى الأسواق، عندما كان الشاى يوزع ببطاقات التموين من أواخر الخمسينيات ولحوالى 20 سنة بعدها!!

ومن وسائل الغش زمان، هناك من كان يقوم بغش الزيتون الأخضر المملح وتحويله إلى زيتون أسود مملح، باستخدام أنواع من الورنيش وبعض المواد والصبغات الكيماوية.. ليحصلوا على الفرق، وكنا نعرف المغشوش من الأسود الطبيعى.. برؤية «بطن الزيتونة» وبالطبع إذا كان داخلها لونها فاتح.. فهى مغشوشة.. وكان يباع على عربات الكارو عند بين السورين «ولا تقول الصورين» لأنها المنطقة الواقعة بين السور الأول للقاهرة الفاطمية الأولى.. والسور الذى بناه بدر الجمالى، أيام المستنصر بالله الفاطمى.

والآن.. وبعد المأساة التى يعيشها الشعب السورى - وهم أفضل من صنعوا قمر الدين من المشمش - وبعد ارتفاع أسعاره، ليس فقط بسبب الدولار.. ولكن بسبب ندرته فى مصر.. هناك من يغش الآن قمر الدين، الذى يعشقه كل المصريين مشروباً.. أو على شكل مهلبية صيفاً وشتاءً.. وكانت أمى - رحمها الله - تقدم لنا مشروب قمر الدين «مكثفاً ثقيلاً» بجانب طبق الأرز الأبيض شتاءً، لنأكل الأرز.. ونتبعه بملاعق من شراب قمر الدين، وكان ذلك فى أربعينيات القرن الماضى، عندما كنا نستورد قمر الدين على شكل أثواب تشبه أثواب القماش زمان. الآن هناك من يغش قمر الدين.. إذ يصنعونه من الجزر الأصفر.. مع قليل من شرائح «اليقطين» الذى هو القرع العسلى مع شوية جلوكوز، أى سكر العسل من الذرة أو غيرها.. ويقومون بتجفيفه.. وبيعه على أنه.. قمر الدين، وهؤلاء لا دين لهم!!

■ ■ وأسأل: لماذا فشلنا فى إقامة صناعة مصرية من قمر الدين، هل لأن نوعية المشمش المصرى لا تصلح، أم لقصر مدة تواجد المشمش فى الأسواق، أم لسر يعرفه الأشقاء فى سوريا دون غيرهم.. رغم أننا حاولنا - من سنوات - صنع قمر الدين وفشلنا.. تماماً كما حاولنا تجفيف العنب وتحويله إلى.. زبيب؟!

■ ■ لهذه الأسباب - وغيرها - تم إعداد قانون لإنشاء الهيئة القومية لسلامة الغذاء، لتحقيق متطلبات الرقابة فى هذا القطاع الحيوى.. وليس فقط لمواجهة سياسة «وش القفص» المعروفة الآن.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية