x

عقب «حادث أبوقرقاص».. مطالبات بلقاء السيسي «سيدة المنيا» لـ«رد كرامتها»

الرئيس اعتذر لـ«سيدة التحرير» في أول أيام حكمه.. و«حسن» يقترح استقبال «عجوز أبوقرقاص» في حضور شيخ الأزهر والبابا تواضروس
الخميس 26-05-2016 14:36 | كتب: معتز نادي |
الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال لقاء الأسرة المصرية، 13 أبريل 2016.  - صورة أرشيفية الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال لقاء الأسرة المصرية، 13 أبريل 2016. - صورة أرشيفية تصوير : آخرون

سيدة عجوز لم تحتمل «القهر والذل» أكثر من 3 أيام، وهي تتذكر «غوغاء» يلتفون حولها ثم يجردونها من ملابسها تمامًا في قرية كرم أبوعمير بمدينة أبوقرقاص في محافظة المنيا، بسبب «شائعة» تزعم وجود علاقة بين نجلها وامرأة رغم اختلاف ديانتهما.

بكت السيدة أمام الأنبا مكاريوس، أسقف عام المنيا لإيبارشية الأقباط الأرثوذكس، فيما سادت حالة من الغضب في الشارع المصري خلال الساعات الماضية، رافضة للمشهد، بينما خرجت مطالبات تدعو الرئيس عبدالفتاح السيسي بـ«رد كرامتها»، بينما كان لسان العجوز يردد: «أحتمل ذلك بشكر، وأغفر لمن أساء إليَّ، وأثق في أن الله سينتقم لي في الوقت المناسب».

«تقديم اعتذار لسيدة المنيا المسنة، نيابة عن كل المصريين، الذين شعروا بالإهانة والخزي من هذا العمل المشين، أسوة بالاعتذار لسيدة التحرير داخل المستشفى، التي تم علاجها به جراء قيام بعض الأشخاص بتعريتها داخل ميدان التحرير في منتصف عام 2014، حيث لقي ترحيب من المصريين بعدما شعروا بأن رئيسهم يحافظ على كرامتهم».. هكذا كان مطلب ائتلاف أقباط مصر في بيان صحفي أصدره، الخميس، فيما طالبت الهيئة القبطية الهولندية في مذكرة رسمية أرسلت إلى رئاسة الجمهورية ومجلس النواب المصري، بـ«المحاسبة القانونية لكل من تورط في الأحداث الطائفية، وذلك حفاظًا على هيبة الدولة المصرية التي تواجه خطرًا هذه الأيام»، وفقًا لبيانها.

«حسن»: ينبغي أن تأخذ الدولة أعلى إجراء لرد كرامة سيدة المنيا

اعتذار السيسي لـ«سيدة التحرير»

وسبق للسيسي بعد مرور أيام معدودة على توليه سدة الحكم في مصر، أن أعاد ثقافة الاعتذار إلى مسؤولي الدولة ومؤسساتها الرسمية، وسجل أول اعتذار من رئيس مصري وجهًا لوجه للسيدة، التي تعرضت للتحرش في ميدان التحرير، أثناء الاحتفال بفوزه في الانتخابات الرئاسية.

وقدم السيسي اعتذاره إلى نساء مصر خلال زيارته لضحية التحرش في ميدان التحرير، في 11 يونيو 2014، وقدم لها باقة ورد، ووعد بمحاسبة الجناة، وتنفيذ القانون بكل حزم، متعهدًا بألا يتكرر ذلك مرة أخرى، وطالب كل جندي بالدفاع عن عرض البلد.

وأضاف السيسي، مخاطبا الضحية: «حمدا لله على السلامة، حقك علينا، معلهش، متزعليش، حمدا لله على السلامة، أنا تحت أمرك»، فقالت له السيدة إن الحادث تم تصويره بالفيديو، وإن ابنتها تشاهده يوميا، وتصاب بانهيار، فرد عليها الرئيس: «حاضر مش هايتذاع تاني.. لا ليكى ولا ليها إحنا آسفين».

يومها وقف السيسي إلى جوار الفريق أول صدقي صبحي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، ونطق: «أقول لكل ست مصرية أنا آسف»، وكرر اعتذاره للضحية: «عشان كده أنا بعتذر لك، كلنا إحنا كدولة مش هنسمح بده تاني، وستكون لنا إجراءات في منتهى الحسم، والقانون سينفذ بمنتهى الحسم، أنا جاي عشان أقولك وأقول لكل ست مصرية أنا آسف، أنا بعتذر لكم كلكم، سامحونى، وإن شاء الله تخفى وتبقى زي الفل، والموقف ده تتجاوزيه بأمان».

الرئيس لـ«سيدة التحرير»: «إحنا كدولة مش هنسمح بده تاني»

قصة مبارك في 1986

الروائي والخبير في علم الاجتماع السياسي، الدكتور عمار علي حسن، قال لـ«المصري اليوم»، إنه «ينبغي أن تأخذ الدولة أعلى إجراء لرد كرامة سيدة المنيا، حتى ولو كانت زيارة رئيس الجمهورية، بالإضافة إلى اتخاذ أقصى إجراء ضد الذين فعلوا بها ما فعلوا».

ونصح حسن الرئيس السيسي باستقبال «سيدة المنيا» في قصر الاتحادية «لأن الظروف الأمنية تحول دون زيارتها في محافظتها، وأن يحضر اللقاء الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والبابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية».

وطالب حسن الدولة بـ«عدم معالجة الحادث بالأمور العرفية، التي لم يثبت نجاحها»، قائلًا إن «الدولة في مثل هذه الأمور تراعي النواحي الأمنية على النواحي الإنسانية، وإذا اعتقدت الدولة أن إجراءاتها من اعتذار ومحاسبة قانونية ستثير حفيظة المتطرفين طائفيًا يمكن أن تتراجع عنها أو تقلل من قوتها».

وشدد على أن الأمر يحتاج إلى «قانون رادع لمعالجة الأمور الطائفية ويكون صارمًا للمساواة بين جميع المصريين، واستمرار الخطاب الديني من الأزهر والكنيسة لمواجهة الخطاب المتطرف، فدور شيخ الأزهر وبابا الكنيسة إحداث التلاقي، ويجب استثمار العلاقة الوطيدة بينهما في أن تنتقل تلك العلاقة إلى شيوخ المساجد وقساوسة الكنيسة، والتأكيد على التكاتف واحترام كل طرف لعقيدة الآخر».

وعما يتعلق بإمكانية زيارة السيسي لـ«سيدة المنيا» أو استقبالها، علَّق حسن: «كثيرون يطالبون السيسي باتخاذ إجراء ما يعيد لهذه المرأة ولو جزء من كرامتها المهدرة، لأن تباطؤ الرئيس في اتخاذ القرار سيؤدي لاستغلاله دوليًا في زعم أن المسيحيين مضطهدين».

«سيدة المنيا»: «الله سينتقم لي في الوقت المناسب»

وضرب حسن المثل بقصة كان الرئيس الأسبق، محمد حسني مبارك، أحد شخوصها، عام 1986، قائلًا إن «شرطيًا أطلق النار على شاب من الجماعة الإسلامية كان يعلق لافتة عن لقاء ديني تعقده الجمعية الشرعية في أسيوط، فأرداه قتيلًا، فاستقبل مبارك والده ووالدة القتيل، وكان هدفه من اللقاء إثبات أن هذا ليس سلوكًا ممنهجًا من الدولة، ولكن تصرفات مبارك تغيرت، لكنه فعل ذلك، آنذاك، وقت أن كان ينصت لمَن حوله من الذين تربوا في الزمن السابق له».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية