«ولم أرَ فى عيوب الناس شيئاً.. كنقص القادرين على التمام»
قالها المتنبى فى قصيدته «ملومكما يجل عن الملام». وهى من أروع قصائده.
أنا سعيد لأن لى رؤية فى هذه الجريدة. بالنسبة لى فإن «المصرى اليوم» هى رائدة الصحافة الخاصة والمستقلة. وكما قال مصطفى بك أمين، رحمه الله. يقول عن جريدته «أخبار اليوم» إن كل طوبة تلقى عليها كانت ترفع من بنيانها.
خصوصاً لو نظرنا إلى نوعية من يوجه الاتهامات إلى «المصرى اليوم». أتمنى أن أراها على مستوى الصحف الدولية. المقياس عندى «واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز»، ولا أقل. لها تأثير إيجابى على صحة الوطن. لا تبتز. تنطلق بلا سقف، لأن فى مصر لا توجد سقوف للاجتهاد. لن يكون ذلك إلا إذا كانت المؤسسة متفاعلة مع بعضها البعض. متكاملة مثل تروس الماكينة. كل ترس يحرك الآخر. يضبط إيقاعه.
مجلس أمناء يقول رأيه. يشارك فى وضع السياسات العامة للجريدة. يتعاون مع الجميع داخل وخارج المؤسسة من أجل مصلحة الوطن. إدارة متعاونة توفر البيئة المناسبة للعمل. بعيدة كل البعد عن السياسات التحريرية. وهذه القاعدة التى تبنوها منذ اليوم الأول. مجلس تحرير يجيد فن الإصغاء. يتلقى الإشارة من كل قارئ. يتمسك بالحياد كمنهج أصيل فى النشر. والتعبير عن القضايا المختلفة المعقد منها والبسيط. ينعكس ذلك على صفحات الجريدة. فلا تعبر عن الحكام. لا تحاول الدخول إلى عباءة من فى السلطة أو من بيدهم الأمر والنهى. لا تنافق من هم فى صفوف المعارضة. لا تستسلم لجماعات الضغط. لا تخضع للابتزاز من أى اتجاه. تطرح حلولاً يطمئن إليها الحاكم والمواطن معاً، كذلك يجب ألا تتوقف عن نقد الذات ومراجعة النفس أولاً بأول. لديها الشجاعة فى الاعتراف بالأخطاء إن وقعت. لديها شجاعة فى تبنى أى فكر جديد. تدافع عن الموهوبين فى كل مجالات الحياة. تفتح لهم صفحاتها. تنير لهم الطريق. تدافع عن القيم والمبادئ الأصيلة التى تتمتع بها المجتمعات الحية المتقدمة. تكون جسراً بين أبناء شعبنا والشعوب الأخرى فى الأمم الناهضة.
أثناء كل هذا تخطط لمستقبلها. بشكل علمى ومهنى رفيع. تعمل على رفع مهارات أبنائها من الشباب. توفر لهم التدريب العصرى الحديث. تستثمر فيهم. تجعل من الصحفيين الشبان أنداداً لأقرانهم فى الصحف الدولية، لن نرضى لهذه الجريدة بأقل من ذلك.