سواقين «بلطجية».. لا يوجد «عداد».. السيارة «قذرة» من الداخل.. التكييف دائما عطلان أو غير موجود أصلا.. السائق يختار المشوار «بمزاجه» ويرفض التوصيل لمناطق عديدة.. بعض السائقين «يعاكسون» النساء والفتيات أحيانا !..
انتقادات عديدة ولاذعة وجهها العديد من الناس -وأنا منهم- للتاكسى الأبيض الذي يجوب شوارعنا على مدار السنوات الأخيرة.. ولا أحد يستطيع أن ينفى بعض -أو كل- هذه الاتهامات والانتقادات.. فهى موجودة بالفعل.. نراها ونعيشها ونسمع عنها.. وفئة السائقين الملتزمين «المؤدبين» أصبحت هي «الاستثناء».. أما القاعدة العريضة.. فهى مأساوية جدا !..
وبالتأكيد كان سلوك «السواقين» في التاكسى الأبيض هو السبب الأول والرئيسى لظهور وانتشار ظاهرة «أوبر» و«كريم» التي رحبت بها فئة ليست قليلة من المصريين.. وأصبحوا الآن منتمين إليها تماما.. ولا أحد منهم يحب أن يرى أو يسمع كلمة «التاكسى الأبيض» مرة أخرى !..
وسط هذه الأحداث والمتغيرات الجذرية في الشارع المصرى.. وجد بعض رجال الأعمال -الشباب- فكرة جديدة ولامعة.. قد تعيد التاكسى الأبيض إلى الحياة مرة أخرى.. وتخرجه -بسائقيه- من غرفة الإنعاش التي يرقد داخلها الآن.. بين الحياة والموت.. وسط ترقب من الجميع بإعلان شهادة وفاته نهائيا !..
الفكرة -ببساطة شديدة- تتلخص في «فض الاشتباك» ما بين السواقين والمواطنين.. أن يتحول سائق التاكسى الأبيض إلى شخص ملتزم.. يتعامل بأدب واحترام.. يعرف حقوقه وواجباته.. يلتزم «بالعداد» في حساب الأجرة.. لا يرفض الذهاب لأى مشوار حتى لو كان في «عز الزحمة» أو وقت الذروة.. «يحلق ذقنه» ويرتدى ثيابا لائقة بعيدا عن «الشبشب الزنوبة» الذي نراه في كثير من الأحيان.. يلتزم بنظافة سيارته.. لا يتحدث مع «الزبون» أثناء رحلة السير.. ولا ينظر في «المرايا العاكسة» للفتيات والسيدات.. نستطيع أن نترقب خط سير التاكسى الأبيض.. ونعرف اسم السائق ورقم سيارته قبل أن نبدأ «مشوارنا» معه !..
«بالبلدى كده».. يتحول التاكسى الأبيض إلى «أوبر وكريم».. بنفس الكفاءة والتميز والالتزام.. قد يتخيل البعض أن ذلك هو «الحلم العربى» الذي يصعب تحقيقه.. ولكن المفاجأة.. التي نكشف عن تفاصيلها اليوم.. فقط وحصريا في ملحق سيارات المصرى اليوم.. أن هذا الحلم بات قريبا جدا من أن يكون واقعا ملموسا.. لا يفصلنا عنه سوى أياما معدودة.. عندما تبدأ أول أيام شهر يونيو القادم !..
شركة جديدة اسمها «إيكوسول» بدأت العمل منذ أسابيع عديدة –فى سرية تامة- لتخرج لنا بالفكرة «الذكية» والشكل الجديد للتاكسى الأبيض.. الذي سيتحول اسمه مع المشروع الجديد إلى «تاكسى مصر» !..
العديد من السائقين يخضعون حاليا لتدريبات مكثفة وحملات توعية ليكونوا «نواة» المشروع الجديد.. والذى سيتم بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعى.. حيث تم عقد أكثر من اجتماع مع الوزيرة -المتألقة- غادة والى.. التي تحاول من جانبها إيجاد حل لمشاكل السائقين بالتاكسى الأبيض.. وتوفير خدمة لائقة للمواطن المصرى أيضا..
الأسبوع الماضى تلقيت مكالمة تليفونية من «صديقى» أحمد عجيز والذى يشغل حاليا منصب العضو المنتدب لشركة «إيكوسول» صاحبة الفكرة الجديدة.. طلب أن يقابلنى قائلا: «لا يمكن أن نطرح فكرة أو مشروعا في مصر بدون أن يتم بمباركة وتعاون ورعاية تامة من خالد أباظة.. والمصرى اليوم التي تنتمى إليها في الوقت الحالى»..
تقابلنا سويا.. وعرض على المشروع بتفاصيله وأسراره وخباياه.. وقال: «هو بين يديك الآن.. وأعرف أنك سترعاه.. وتقدمه للمواطن المصرى بأحسن صورة»..
والأيام القادمة سوف تشهد طرح «تطبيق Application» جديد للتليفونات الذكية بمختلف أنواعها وفئاتها.. سيتم من خلاله طلب التاكسى الأبيض على العنوان الذي يرغب أي مواطن أن يذهب التاكسى إليه.. بنفس طريقة وأسلوب «أوبر وكريم».. مع وجود خدمة الدفع نقدا للسائق.. أو السحب من بطاقة الائتمان.. ويمكن بالتأكيد تتبع خط سير التاكسى على التليفون.. وأيضا تقديم شكوى ضد السائق إذا حدث منه أي تجاوز أو «خروج عن النص» عن طريق رقم مختصر «كول سنتر».. يتم فيه التحدث مباشرة مع أفراد خدمة العملاء لحل أي مشكلة.. أيضا راعت الشركة حقوق السائق نفسه.. وضمان مساعدته في حالة تعرضه لموقف خطر من «بلطجية» أو من يحاولون «تثبيته» على الطريق.. من خلال خاصية جديدة عبارة عن «جرس إنذار» يطلقه السائق من خلال «التطبيق».. ويظهر «الإنذار» فورا في غرفة عمليات الشركة.. ليتم التحرك سريعا لإنقاذه.. أو إنقاذ من معه في السيارة في حالة تعرضها لحادث سير طارئ.
وسيتم اختيار السائقين في المشروع الجديد بعناية فائقة.. ويمر كل سائق باختبارات عديدة ويخضع لكشف مخدرات.. و«فيش وتشبيه» وكشف هيئة.. وذلك قبل أن يخوض مرحلة التدريبات المكثفة.. التي تسمح له بالتعامل مع الجمهور.. بدون مشاكل أو أزمات..
يا سادة.. ملحق «سيارات المصرى اليوم» يقدم لكم اليوم «التاكسى الأبيض» في ثوبه الجديد.. انتظروا مزيدا من التفاصيل والأسرار.. لمشروع «تاكسى مصر».. فقط وحصريا.. على صفحات المصرى اليوم !..