x

«بلومبرج»: اندماج اللاجئين في ألمانيا «ضرورة».. والثقافة حائط برلين الجديد

السبت 21-05-2016 22:38 | كتب: لمياء نبيل |
اللاجئون السوريون يعبرون الحدود التركية في اتجاه اليونان، للوصول إلى ألمانيا، 15 سبتمبر 2015.  - صورة أرشيفية اللاجئون السوريون يعبرون الحدود التركية في اتجاه اليونان، للوصول إلى ألمانيا، 15 سبتمبر 2015. - صورة أرشيفية تصوير : وكالات

رغم سقوط حائط برلين الفاصل بين جانبي ألمانيا الشرقي والغربي على مدى ثلاثة عقود، إلا أن تدفق الهجرة إلى ألمانيا على مدار العامين الماضيين أظهر حاجز بين الثقافات، ويؤكد المهاجرين السابقين أو أصحاب الجنسيات الأوروبية من أصول شرق أوسطية، أن الاندماج يعد ضرورة لإسقاط كافة الحواجز الثقافية بين اللاجئين والسكان الأصليين.

وأوضح تقرير نشرته «بلومبرج»، عن الحاجز الثقافي بين المواطنين والمهاجرين الجدد الفارين من ويلات الحرب في سوريا، ما يعرف باسم «الشارع العربي» فيظهر فيه جليا قائمة الخضروات التي اعتدن السوريات الطبخ بها في حلب أو حمص، إضافة إلى «النرجيلة» المعروفة لدى مدخني الشيشة من السوريين، على غرار متاجر الحلوى التي أعلنت تخصصها مثلما كانت في أدلب.

ويرى محمد زموت، لبناني الأصل، في العقد الرابع، وعاش في ألمانيا نصف عمره، أن شوارع برلين تتحول تدريجيا إلى شريحة من بيروت أو دمشق مع بقية من جمهورية ألمانيا الديمقراطية.

وبعد هجمات باريس العام الماضي، أواخر العام الماضي، وبروكسل، مطلع العام الجاري، تصادم اللاجئين مع مضيفتهم العلمانية، ما ولد شكوكًا وعدم ثقة بين الطرفين، وأصبح المشهد في برلين يعكس مزيجا من الثقافات والمأكولات وجدت في معظم المدن الألمانية الكبرى.

وعبر بعض الألمان في تقرير «بلومبرج» عن خشيتهم على أطفالهم على صعوبات الدمج، وانتشار المدارس الإسلامية، وقال آخرون، إنهم يشعرون بالمسؤولية تجاه أولئك اللاجئين.

ويرى الأكاديمي، ماركوس زينر، أنه يجب تجنب خلق فجوة ثقافية أو أن تصبح ألمانيا أرضا خصبة للتطرف، بسبب عدم احتواء الوافدين الجدد، وحكى عن صديقه المقرب الذي أبعد ابنه من المدرسة الابتدائية لأن الأطفال الأخرين لا يتكلمون الألمانية.

ويؤكد تقرير «بلومبرج»، أن كلا الجانبين لم يستطيعا أن يفهما ثقافة الآخر، فلا يزال الألمان يستغربون طريقة التحية بين الرجال السوريون على المقاهي وفي الشوارع، وكذلك تختلف الثقافة الإسلامية عن مفهوم الصداقات بين الفتيات والشبان التي تتشابه بالزواج.

ويؤكد فراس أشطر، لاجىء سوري، ذو الـ25 عاما، أن الاندماج ليس حلا وسط لكن «ضرورة قصوى»، خاصة أن القضايا التي يتعرض لها المسلمين في أوروبا تختلف على أساس يومي مقارنة «بحياتنا» في الشرق الأوسط.

ويرى حسن عبيد، مربي بلجيكي من أصل مغربي، أن الاطفال المهاجرين ينقصهم الحوار مع أباءهم حول اختلاف الثقافات، فهم يرون أئمة الجوامع يأمرون بالصلاة والصيام وغيرها من أمور الدين، وعلى النقيض في الشوارع دون معالجة اجتماعية لتلك الأمور.

أما مارتن كينيل، مسؤول في وزراة التكامل، فيقول إن مشكلة الأطفال في اختلاف الايديولوجيات نفسها، مؤكدا ضرورة التضامن النظامي بين الطرفين لكي تذوب الاختلافات الثقافية، خاصة في المراحل المبكرة للأطفال، في تعبيرات مثل وصف الأوروبيين بأنهم كفار.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية