لقد انتشرت ظاهرة خطيرة تعد من الذنوب الكبرى التى تدمر مرتكبها، وتزيل النعمة من بين يديه، وتجعل الكوارث والمصائب تتوالى عليه، وتحل به العقوبات فى الدنيا والآخرة.. إنها «ظاهرة الظُلم»!. حرم الله سبحانه وتعالى الظلم على نفسه فقال فى الحديث القدسى «يا عبادى إنى حرمت الظلم على نفسى، وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا».. وجاء فى حديث الرسول الكريم «اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة».. ووردت عاقبة من يرتكبه فى كثير من آيات القرآن الكريم.. فى المسيحية وردت فى الكتاب المقدس كثير من الآيات التى تبين مدى خطورة «الظلم» على الإنسان والمجتمع منها ما ورد فى إنجيل لوقا (16 – 10): «الأمين فى القليل أمين أيضا فى الكثير، والظالم فى القليل ظالم أيضا فى الكثير». وقد قسم العلماء «الظلم» إلى ثلاثة أنواع: أولها ظلم الإنسان لربه بكفره به..
وثانيها: ظلم الإنسان لنفسه باتباعه الشهوات وإهمال القيام بواجباته وارتكابه المعاصى والموبقات بكل أنواعها.. وثالثها: ظلم الإنسان لغيره من عباد الله باغتصاب أموال اليتامى والمساكين، وحرمان العمال من حقوقهم، والتعدى على الضعفاء، وشهادة الزور والكذب فى الحلف، وعدم العدل بين أبنائه، والقسوة فى معاملة الحيوانات والمماطلة فى سداد ديونه.. إلخ!!... إن التاريخ ملىء بقصص دول كثيرة بادت بسبب الظلم منها على سبيل المثال منغوليا وقادتها هولاكو وجنكيزخان، وانهيار الدولة الإسلامية فى الأندلس وغيرهما كثير، وقد حذرنا رب العباد من أن الظلم سبب رئيسى فى هلاك القرون الماضية فى قوله فى سورة يونس «ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا كذلك نجزى القوم المجرمين» ولنرى وصية رسولنا الكريم لمعاذ حين أرسله إلى اليمن قائلا «يا معاذ اتقِ دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب»!.
نبيل شبكة- مستشار ثقافى سابق - المنصورة