x

شريف سمير كلنا.. نور الشربينى !! شريف سمير الأربعاء 18-05-2016 23:14


جميل أن تجد وتجتهد.. وتتعب وتعرق.. وتكافح وتواظب على العطاء ... ثم تتفوق وتتألق.. ثم تنال التقدير والتكريم وتفوز باحترام الجميع.. وبعد أن تصير قدوة ونموذجا يحتذى به، تتضاعف مسؤوليتك تجاه نفسك ومشوارك لتحافظ على النجاح وتظل مرفوعا فوق الأعناق.. هذا الخليط من المشاعر ينتاب أي موهوب في أي مجال عندما يراجع أداءه ويقرر أن يستمر في سلوكه ليتربع دائما على القمة.. ويضرب مثلا.. ويبعث برسالة إلى كل من هو على شاكلته بأن المكافأة في انتظاره بشرط الفلاح والإنتاج والإصرار على إثبات الذات.. فقد كانت هذه هي رسالة اللاعبة الممتازة نور الشربينى بطلة مصر في الاسكواش التي فازت ببطولة العالم وانتزعت «صيحات الفرحة والفخر» من قلوب الملايين، وتقديرا لإنجازها التاريخى، تم اختيارها مستشارا للرياضة بقرار وزارى، وتوجه إليها محافظ الأسكندرية، الذي يسبقها في العمر والخبرة والمكانة، بجملة واحدة مؤثرة: «إنت تؤمرى وإحنا ننفذ»!.

لم يكن المهم بالنسبة لى أن تغزو صور «نور» وسائل الإعلام المرئية والمقروءة، ليكون مصيرها النسيان بمرور الوقت رغم أهمية ذلك تاريخيا وإنسانيا، بل كانت النقطة الجوهرية المضيئة في المشهد هو أن تضع المؤسسة الرسمية المسؤولة أمام الدولة والمجتمع ثقتها في «بنت مصر» وتمنحها صلاحيات إدارية وفنية لاكتشاف نماذج أخرى والاستعانة بخبرتها وطاقتها لتبصير القيادات في المكاتب الوثيرة والغرف المكيفة باحتياجات الشباب الموهوبين ليسيروا على نفس الدرب ويحققوا حلمهم مثلما فعلت «نور».. هكذا يكون التكريم الذي لا يختزل في شهادة تقدير أو ميدالية معدنية أو شيكات رمزية.. ففلسفة التكريم لا يحققها إلا المزيد من الثقة والاعتماد على أمثال «نور» في مواقع صنع القرار والمسؤولية وتطبيق المناهج والأساليب المدفونة في الأدراج وتقتضى أن يحملها كل موهوب لترى النور وتتحول من مجرد حبر على ورق على مشروعات وخطط ورؤى تخضع للتنفيذ والترجمة على واقع، ليخرج عشرات، بل مئات الزهور الناضجة من ملايين الأسر في ربوع مصر المحروسة «الغنية بأبنائها».. في الرياضة.. والعلوم.. والطب.. والسياسة.. والإعلام.. والثقافة.. والفن.. والتربية والتعليم.. والصناعة والتجارة والمشروعات الصغيرة الطموحة.. ببساطة.. في كل مكان.. وفى كل كيان حكومى وغير حكومى.. هناك ملايين يهتفون «كلنا نور الشربينى».. إنهم لا يبحثون فقط عن التقدير والعرفان والشكر.. وإنما يحلمون بفرصة لزرعهم في حقل «اتخاذ القرار» ورسم السياسات وتشريف وطنهم.. بالخيال والإبداع والفكر والضمير.. حتى ولو كانوا لا يحملون في شهادات ميلادهم: «ابن فلان».. هذا هو الدرس وفهمه أفضل كثيرا من حفظه.. وفوائد الفهم الأكثر ثمارا وحماية لأغلى ثرواتنا.. أبنائنا!!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية