x

الدكتور مصطفى النجار الشرق الأوسط الذى يركله العالم للنسيان الدكتور مصطفى النجار الإثنين 16-05-2016 20:57


اكتسب الشرق الأوسط مكانته وأهميته التاريخية لدى العالم بسبب موقعه الجغرافى المميز وثرواته النفطية ووجود إسرائيل التى تم زرعها فى الجسد العربى رغما عنه، بانهيار أسعار النفط وبدء انتهاء عصر النفط بشكل عام وبروز مصادر جديدة للطاقة مثل الطاقة الشمسية ومصادر أخرى يتجه العالم إلى تعميمها يفقد الشرق الأوسط جزءا كبيرا من أهميته خاصة مع تغير مسارات النقل العالمى وحركة التجارة وتدشين طرق جديدة تربط بين الشرق والغرب يبدو العالم وكأنه يركل منطقة الشرق الأوسط بكل مشاكلها ومآسيها لمربع التجاهل والنسيان.

جيمس كلابر، رئيس المخابرات الأمريكية، يقول فى تصريحات هامة للواشنطن بوست: (أشارك الرئيس الأمريكى باراك أوباما الرأى بأن أمريكا لم تعد فى حاجة اقتصاديا للشرق الأوسط كما كانت من قبل، وإنها لا تستطيع حل مشكلات المنطقة).

يحلو لبعض الواهمين تصوير أن منطقتنا العربية وبلادنا هى محور أحداث العالم والحقيقة غير ذلك فنحن لسنا سوى رقم من المستهلكين يتم الاستفادة منه وتحقيق بعض المكاسب، صناعة القرار العالمى لا تمر دروبها من هنا لأننا فاقدون للتأثير، وكل ما يقال غير ذلك هو خيالات تحتاج للعلاج النفسى.

الثورة الصناعية الرابعة تبدأ فصولها الآن وتهيئ العالم لتغييرات جذرية يحل فيها الإنسان الآلى مكان كثير من البشر ويؤدى نفس مهامهم بكفاءة أكثر، كل شىء سيتم ربطه بالإنترنت، الطباعة الثلاثية الأبعاد ستحدث ثورة فى مجال التصنيع، أمريكا والصين تتقاسمان اقتصاد العالم والصين تسعى للتقدم على أمريكا ومن بعدهم قوى صاعدة مثل الهند والبرازيل تتقدم بقوى حثيثة للمنافسة على مقاعد القمة.

أين نحن من كل ذلك؟ مازلنا نتأرجح فى الصفوف الخلفية لدول العالم، نتناقش فى بديهيات مثل الحريات والديمقراطية! نتغطى بثوب المؤامرة ونبرر به فشلنا ونرتاح لتلك التبريرات الحمقاء التى تخبرنا أن العالم كله يتآمر علينا! وكأن لدينا أصلا ما يستحق التآمر من دول تتنافس على ريادة الفضاء وتنطلق فى ركب التقدم الصناعى والتكنولوجى لتسبقنا بآلاف السنين الضوئية.

هل سيتآمرون على فشلنا؟ هل سيتآمرون على تفاهاتنا؟ نحن عالة على العالم ولابد أن نعترف بذلك، العالم بأكمله مل من صراعاتنا الحمقاء، وبعد أن جذب الربيع العربى أنظار العالم للمنطقة كأمل فى تطورها وخروجها من عصور التخلف والرجعية إذا به يبتعد بعد أن انتكس الربيع العربى وعادت الأمور لأسوأ مما كانت من قبل.

الجريمة الكبرى التى نمارسها فى حق الأجيال القادمة أننا سنسلمهم وطنا مهترئا بعيدا كل البعد عن الحضارة الإنسانية، لن يحب أبناؤنا وأحفادنا البقاء ولا الانتماء لوطن تسود فيه الخرافة ويُغيب العقل ويُقمع المعارض ويُحاصر من يفكر ويُبطش بمن يطالب بحقوقه أو يُسجن من يعبر عن آرائه.

تحدث كثير من المآسى فى دول منسية مثل أفريقيا الوسطى والصومال، لكن العالم لا ينتفض لها لأنه لم يعد معنيا بهؤلاء، نحن نسير فى ذات الطريق ودعايات التطبيل والتمجيد للأوهام سترتد فى وجوهنا وهؤلاء المطبلون والمزيفون للحقيقة سيلوذون بالهرب حين تشتد الرياح، وستبقى شعوب بائسة يُلقى لها بالفتات، عار على من كانت بلادهم مهد الحضارة أن يرضوا بهذا التأخر.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية