x

محمد أبو الغار مسؤولية الرئيس في الخروج من المأزق محمد أبو الغار الإثنين 09-05-2016 21:13


مصر فى مأزق كبير ومخاطر شديدة بعضها لأسباب متراكمة وبسبب أخطاء فادحة فى إدارة الدولة والجميع يريد لمصر أن تخرج من عنق الزجاجة، والحل معظمه فى يد الرئيس وهو الوحيد الممثل للنظام الحاكم بعد أن أعلن رئيس البرلمان أنه أثناء الأزمات لايوجد فصل بين السلطات. وعلى الناحية الأخرى الشعب ويمثله مجموعة كبيرة تريد الاستقرار وتريد لأعمالها أن تزدهر والتى بدأت تتململ وتريد أن تشعر بالأمان ومجموعة أكبر من الشباب الغاضب وهم يمثلون أكثر من نصف المجتمع ومعظمهم يشعرون بأنهم بلا أمل فى عمل أو كسب أو زواج أو إسكان وهناك مجموعة كبيرة من المصريين الفقراء المطحونين والذين يؤثر عليهم التضخم وارتفاع الأسعار فأصبحت حياتهم أكثر صعوبة وبعضهم أصبح على حافة المجاعة وهم يبحثون فقط عن لقمة عيش غير متوفرة بلا أمل. وهناك مجموعة أقل فى العدد ولكن تأثيرها كبير وهى تشمل المثقفين والسياسيين الوطنيين والمهنيين وهم مهتمون بالحريات وحقوق الإنسان بالرغم من أن الكثير منهم فى حالة مادية مذرية وأخيراً هناك رجال الأعمال الغاضبون لأسباب مختلفة تتعلق بمستقبل البيزنس فى مصر.

واضح أن عموم الشعب غير راض ولا بد من وجود حل سريع.

1. الاقتصاد: يبدو أن هناك خللا كبيرا فى التصرف الاقتصادى للدولة وذلك يضخ أموالا فى مشروعات فاشلة أو سوء استخدام الأموال وذلك بسبب الاعتماد على أفكار الرئيس وجهازه العسكرى المساعد فقط ويجب عدم الإقدام على مشروعات كبرى بدون دراسة جدوى مستقلة تقوم بها بيوت الخبرة المدنية والتوقف تماماً عن تكملة بعض المشروعات التى يثبت أنها غير مجدية مع طرح كافة الأمور على الشعب بوضوح.

2. الشفافية الكاملة عن الفترة السابقة بعمل تقرير كامل وواضح عن جميع الأموال والمعونات فى القروض التى تم منحها إلى مصر بعد 30 يونيو وكيفية صرف هذه الأموال. عندى ثقة كبيرة فى نزاهة الرئاسة ولكن ليس عندى نفس الثقة فى حسن إدارتها لهذه الأمور.

3. على الجميع وبالذات الشباب وكل المثقفين والسياسيين طمأنة الشعب أننا لا نرغب فى انتخابات رئاسية مبكرة أو ثورة أو فوضى وإنما نرغب فى إصلاح الأمور الاقتصادية والسياسية بواسطة الرئيس المنتخب حتى يمكن أن يحدث استقرار ويقل غضب الشعب وتتحسن أحوال حقوق الإنسان وبالتالى تتقارب أفكار الناس وتتوحد لمصلحة مصر.

4. حل مشكلة وزارة الداخلية: وهى أكبر وزارة يعشش فيها الفساد حسب تقارير الصحف اليومية عن أمناء الشرطة والضباط المتعاونون مع العصابات وتلفيق التهم المستمر. ما حدث فى نقابة الصحفيين كارثة بكل معنى الكلمة من خروج عن القانون واستئجار بلطجية شراشيح يهتفون (سيسى سيسى) وأنا أخجل من أن يكون هؤلاء هم مؤيدو رئيس الدولة التى أنتمى لها. إذا كان الرئيس يعتقد أن بلطجية الشارع وبعض الإعلاميين الذين يشتمون الشعب كله تزلفاً له هم ظهيره الشعبى فهذه كارثة. الشرطة واجبها حماية الناس وليس تفتيش التليفونات المحمولة فى جيوب شباب يسير فى الشارع. واجبها هو منع اختطاف رجل أعمال سعودى دفع 5 ملايين جنيه فدية وتأثير ذلك على الاستثمار رهيب وخطير وليس من واجبهم القبض على المحامى مالك عدلى بسبب مطالبته بأن تيران وصنافير مصريتين. الأمر لا يصلح فيه مسكنات وإلا ستنهار مصر بسبب الضعف المهنى والأخلاقى لجهاز الشرطة. وقرأت بعد الانتهاء من كتابة المقال عن الحادث الإرهابى البشع الذى استشهد فيه عدد من رجال الشرطة فى حلوان فلهم خالص العزاء وأعتقد أن تغيير سياسة الشرطة نحو الشعب تجعل الشعب كله يصطف وراءها لحمايتها.

5. التوافق والتصالح مع الشباب: لا يمكن لرئيس أن يعادى 60% من شعبه بهذه الطريقة التى سوف تؤدى إلى دائرة مفرغة من الكراهية له وفقدان الثقة وإذا تصور الرئيس للحظة بأن حزب مستقبل وطن أو الشباب الذى يظهر خلفه يمثلون شباب مصر فهو واهم. لا بد من حل جذرى مع الشباب بالإفراج عن جميع الموجودين فى الحبس الاحتياطى والعفو عن الذين عليهم أحكام بشرط ألا يكون الأمر بسبب استخدام العنف، ثم إشراك الشباب الحقيقى بإعطائهم الحرية ومحاورتهم وليس كتم أنفاسهم.

6. تيران وصنافير أصبحت جزءاً من وجدان وعقل وكرامة المصريين، وغياب الشفافية أدى إلى غضب شعبى شديد، والالتزام بالدستور واجب وطنى.

7. هناك أمور شخصية يجب أن يتبعها الرئيس وهى التوقف عن الخطابة بعيداً عما هو مكتوب أمامه وبدقة واختيار من يجيد كتابة خطب رئاسية لأن كل خطبة أصبح فيها مشكلة. كيف يقول رئيس دولة إن دولته شبه دولة وكيف يكرر للمرة الثانية أن شعبه درجة ثانية فى حقوقه الإنسانية؟ هذه إهانات لمصر ولشعبها وعلى الرئيس أن يتقبل أن ثقافة الاعتذار ليس عيباً أما حكاية ما بخافش فأنا خائف جداً على مصر وشعبها ومستقبلها مما يحدث.

8. مصر فى مأزق كبير والخروج منه بالعمل سوياً لا يوجد محور شر وإنما توجد سياسة خاطئة يلزمها إصلاح المسار، وأنا أهدى كل مؤيدى الديكتاتورية والفاشية بيت شعر لمحمود درويش:

من رضع الذل دهراً رأى فى الحرية خراباً وشراً

قم يا مصرى مصر دايماً بتناديك..

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية