x

محمد الطويل يا عمال مصر اتحدوا محمد الطويل الجمعة 06-05-2016 21:17


يعانى بشكل واضح من لا عمل لهم أو وظيفة ثابتة من عدم الاستقرار والخوف من الغد، ويشعرون بأنهم ساقطون من ذاكرة الحكومة، التي تسميهم القطاع غير الرسمى أو «البروليتاريا الرثة»، ولا أدرى ما سبب هذه التسمية المحبطة، ولماذا لا يكونون قطاعاً رسمياً مكفولاً من الحكومة لحين توفير حل ووضع خطة لمشكلتهم التي لا يجدون من دونها ملتحدا.

قد تكون هذه المعاناة طبيعية ومنطقية، أما غير الطبيعى فهو معاناة العمال أنفسهم، فقد مرّ العمال في جميع أنحاء العالم بكثير من الظلم والضغط وتقاضى رواتب متدنية نتيجة العمل في ظل نظم رأسمالية طاغية، وكانوا يواجِهون بموجة من الاحتجاجات، التي شهدت مصر، على سبيل المثال، أعنفها عبر تاريخ الحركة العمالية في النصف الأول من 2011، بواقع نحو 956 احتجاجاً، تمثلت في 338 اعتصاماً و158 إضراباً و259 تظاهرة و161 وقفة احتجاجية و40 تجمهراً.
ثم حدثت انفراجة، وحدث شىء من التضامن والعطف على حال العمال وتحسين أجورهم، فضلاً عن ظهور العديد من المؤسسات التي تنادى بحق العمال كما نادت جمعية «فرسان العمل» في أمريكا، التي أنشئت عام 1869، ومنها بدأت فكرة عيد العمال، الذين يُعدّون بحق الدعامة الأساسية لبناء الحضارات.
أتت ثمار هذه المنظمات.. وظهر أثرها في كثير من الدول، ولكنها لم تدم في مصر.. ففى أوروبا، يحتفلون بعيد العمال بأعداد كبيرة، لأن حال العمال في تقدم مستمر، ومن يوم لآخر يسير إلى الأمام.. أما نحن فنحتفل من باب التقليد والعادة، فالعمال عندنا هم الفئة المطحونة التي تتخذ من النداء الصاخب «المنحة يا ريس» شعاراً لها لا يمكن التنازل عنه.. و«إن فاتك الميرى اتمرغ في ترابه».. وعلى الجانب الآخر لا ندرى متى يفكر من بيدهم الأمر في تغيير حال العمال في مصر.
لن يحدث ذلك إلا بمحاولة عمل صياغة جديدة تحفظ للعمال حقوقهم.. صياغة لعلاقة المواطن بالدولة مع إيجاد حوار دائم بين العمال والنقابات والاتحادات العمالية للوقوف على مشاكلهم ومحاولة علاجها، بما يتناسب مع ميولهم واحتياجاتهم وسياسة الدولة في نفس الوقت، وبما يتلاءم مع ظروف الفترة الراهنة، بدلاً من الركون إلى شعار «إن خرب بيت أبوك خد منه قالب..».
فقد اتحد أغلب عمال العالم على هلال عيد العمال، واختلفنا وركنا إلى الكسل غير مكتفين بخلافنا على هلال رمضان، مع أن اتحادنا قد يكون نتاجه وضع حد أدنى للأجور، ووجوب تمثيل حقيقى لنقابات العمال في إدارة المؤسسات، وسن قانون تأمينى يحفظ حق العامل من جشع المؤسسات الخاصة، وانتهاء الإضرابات والاعتصامات، الجماعية والفردية، وظهورنا أمام العالم بصورة مشرفة تبعث على الاحترام.. أما اختلافنا فلن ينتج عنه إلا الشتات والفقر واستمرارهما، وأن يبح صوتنا في المطالبة بالمنحة وزيادة الأجر، ثم تحول المنحة إلى محنة مع استمرار أباطرة الاحتكار والاستغلال.
**دعوة
إلى عمالنا الذين هم تاريخٌ من العطاء.. الذين خرجوا وهتفوا من أعماقهم «الشعب يريد تطهير البلاد» و«الشعب يريد إسقاط الفساد»، أخلصوا في عملكم وسيأتى الخير قريباً، وتخلصوا من الأفكار البالية التي تجعل من المواطن عبئاً ثقيلاً على الدولة.
دعوة للمكن اللى داير
اللى شمر حيله شد
انتوا الأمل جوانا باقى
حضن الأمان روح البلد
نخلص ونعمل نعدى
يبقى بكره أحلى غد.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية