x

مشارى الزايدى ما بعد مقتدى الصدر مشارى الزايدى الأربعاء 04-05-2016 21:46


ما جرى ويجرى فى العراق حاليا مثير وخطير.

البعض يذهب فى قراءة الثورة الصدرية على «طبقة» قادة الدولة العراقية إلى حدّ التفاؤل والاستبشار بنهاية حكم الأحزاب الأصولية لعراق ما بعد صدام حسين. والبعض الآخر يرى أن ذلك وهم وسراب، وأن «السيد» مقتدى هو من ذات الهوية، وأن العصا من هذه العصية.

الملاحظ أن أكثر طرفين أدانا تمرد القاعدة الصدرية، واقتحام شبان الشيعة الغاضبين للمنطقة الخضراء ولمجلس النواب، و«احتلاله» شعبياً، هما دولتا إيران وأمريكا!

بعيداً عن صدق أو مناورة، أو قدرة أو عجز ابن حزب الدعوة، رئيس الحكومة، حيدر العبادى، عن اجتراح الحل السياسى الوطنى، فإن لإيران الخمينية وأمريكا الأوبامية نظرة خاصة للمشهد العراقى.

بالنسبة لأمريكا فإن حكومة العراق العبادية شرعية ومهمة ومسنودة من أمريكا بقدر نشاطها فى محاربة «داعش»، فى الغرب العراقى، واستعداده لخوض معركة الموصل، عاصمة الخليفة الداعشى، وفقط.

حظى حيدر العبادى بدعم إدارة أوباما، من خلال زيارة نادرة لنائب الرئيس الأمريكى جو بايدن إلى العراق، وأيضا وزير الدفاع آشتون كارتر الذى قال: «إن رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى فى موقف قوى على الرغم من الاضطرابات السياسية التى تمر بها بلاده»، وذلك «بسبب نجاحاته الميدانية».. و«نحن ندعمه بقوة».

أما مستشار المرشد خامنئى، وهو وزير الخارجية الأسبق، على أكبر ولايتى، فسجل إدانته وشجبه لجماهير مقتدى الصدر، الذين اقتحموا المنطقة الخضراء، وثاروا على طبقة الحكم العراقى كلها، من دون تمييز طائفى، وهتفوا بحنق ضد نورى المالكى وحزب الدعوة، بل وإيران نفسها وجنرالها المظلم قاسم سليمانى.

من أجل ذلك أدانت كتلة الصدر النيابية هتافات الأنصار ضد إيران الخمينية، وسارع مقتدى لزيارة إيران، ويقال إن هذه الزيارة مجرد شائعة أطلقتها ماكينة حزب الدعوة العراقى، للتشويش على الحراك الصدرى.

هناك من يشك فى مآل ثورة شعبية يقودها أصولى عراقى معمم، وله الحق فى هذا التشكك، غير أن الحركة قد تتجاوز مقتدى وسقفه أصلاً.

بالنسبة لفخرى كريم، صاحب دار «المدى» العراقية، التى تصدر صحيفة بهذا الاسم، فإننا أمام جملة من المظاهر الإيجابية، دون شك، فى مقدمتها تأكيد فشل تجربة حكم أحزاب الإسلام السياسى، وما أعلنته من مشاريع إسلاموية، وكرست فكرة قدرة (الجماهير) على مواجهة السلطة السياسية وجهازها القمعى.

ما يجرى، على غموضه وسرعته حتى الآن، صرخة غضب ضد الفساد الفكرى والسياسى والمالى للأحزاب الأصولية الشيعية فى العراق، وهذا ما يقلق طهران، والغريب أن يقلق واشنطن أيضا!

ننتظر الغد.

نقلاً عن صحيفة «الشرق الأوسط»

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية