x

عمرو دوارة: الأدباء اختلفوا على أفضل أسلوب لترجمة إبداعاته وصياغتها للمسرح (حوار)

الثلاثاء 03-05-2016 18:20 | كتب: مروة الصواف |
عمرو دوارة المخرج والناقد المسرحي - صورة أرشيفية عمرو دوارة المخرج والناقد المسرحي - صورة أرشيفية تصوير : اخبار

قال الناقد المسرحى عمرو دوارة، مؤسس مهرجان المسرح العربى، إن سر عبقرية شكسبير يكمن في إدراك مكنون النفس البشرية، والتعبير عنها بمهارة، معتبرًا أن تهافت المترجمين العرب على ترجمة مسرحياته دليل بسيط على قدرته الفائقة في التوصيف بدقة عما يدور في خلد البشر، مشيرًا في حواره مع «المصرى اليوم» إلى أن أكثر مسرحياته التي قدمت على المسرح في مصر هي «هاملت»، يليها «روميو وجولييت»، ثم «عطيل»، وإلى نص الحوار.

■ ما سر عبقرية وليام شكسبير وخلود أعماله؟

- احتار كثير من النقاد والباحثين في محاولة توصيف سر عبقريته، وقد فسرها كثير منهم بقدرته الفائقة على استكشاف النفس البشرية وإدراك مكنوناتها وخلجاتها، وبمهارته في التعبير عنها بصور بليغة تهز القلوب، وبلسان شاعرى فصيح لا يعرف الحدود، في حين يرى آخرون أن عبقريته تعود إلى سماحته أو سماحة الفنان الواعى الناضج، الذي يرصد ويفهم ويقدر ويفسر ويشرح ولكنه يرفض أن يدين أو أن يبرئ، كما يرفض أن يلتزم بقضية أو بفكرة محددة لأن رؤاه كانت أوسع وأعمق وأشمل وأدق من أن تقسم البشر إلى طيبين وأشرار، أو أن تفرض على الحياة فكرًا محددًا أو رأيًا قاطعًا.

■ لماذا أفسد التمصير والترجمة بعض روائع شكسبير؟

- قضية الترجمة لأعمال «شكسبير» والتى تثار من فترة لأخرى سبق إثارتها مع بدايات القرن العشرين، واختلف الأدباء والمسرحيون فيما بينهم على أفضل أسلوب لترجمة إبداعاته، وتحمس البعض لأسلوب ترجمة الأديب الشاعر أحمد زكى أبوشادى لمسرحية «العاصفة»، وأشادوا بهذا الأسلوب الذي تميز بالمحافظة الشديدة على لغة المؤلف والالتزام الدقيق بما تضمنته من صور شاعرية واستعارات وتراكيب أجنبية- حتى ولو بدت غريبة أو غير مفهومة للقارئ أو المشاهد العربى.

■ وهل يصلح هذا الأسلوب للقراءة والعروض المسرحية؟

- يصلح لقراءة المسرحيات المترجمة، لكنه لا يتناسب أبدًا مع تقديمها كعروض على خشبة المسرح، لكن في المقابل كان هناك أصحاب الرأى الآخر الذين يرون أن ترجمة المعانى أهم بكثير من ترجمة الألفاظ والتعبيرات اللغوية، خاصة أن «شكسبير» صاغ جميع مسرحياته شعرًا وليس فيها من النثر إلا صفحات معدودة يجرى خلالها حوارات بين بعض الشخصيات من حين لآخر لغرض محدد وسبب مفهوم، وبالتالى فإن قراءة العمل الفنى في أصله متعة لا تستطيع الترجمة مهما بلغت درجة إتقانها أن تحققها.

■ لماذا؟

- لأن بحور الشعر العربى تحتار مع أعمال «شكسبير» وغيره من شعراء الغرب، نظرا لأن الغربيين يستخدمون الشعر المرسل، وهو شعر سلس التدفق غير مقيد بالقوافى، في حين تصلح بحور الشعر العربى للشعر الغنائى فقط الذي يتناسب مع المسرحيات الموسيقية والأوبريتات.

■ ما مدى تقبل المشاهد المصرى لأعمال شكسبير والأعمال المقتبسة عنه على خشبة المسرح؟

- ارتبط المشاهد المصرى بعروض وشخصيات «شكسبير» منذ فترة مبكرة، ما دفع الفرق المسرحية إلى تكرار تقديم أعماله، ويمكن من خلال رصد بيان عدد المرات التي أعيدت فيها روائعه، سيتضح أن أكثر مسرحيات «شكسبير» تقديما بالمسرح المصرى هي هاملت (19) مرة، يليها روميو وجولييت (18)، ثم عطيل (17)، وأكثر الفرق التي قدمت إبداعات شكسبير هي فرقة «المسرح القومى» ويليها فرقة «جورج أبيض».

■ لماذا اهتم المؤلفون المصريون بالملك لير وعطيل وروميو وجولييت وترويض النمرة تحديدًا وابتعدوا عن ماكبث؟

- قدمت «ماكبث» عدة مرات بالمسرح المصرى سواء على مستوى فرق الهواة أو الاحتراف، بشكل أكبر من «ترويض النمرة» و«روميو وجولييت» و«أنطونيو وكليوباترا» على سبيل المثال، بل إن صعوبة ودموية شخصية «ماكبث» وزوجته «ليدى ماكبث» ربما تكون من أكثر عوامل الجذب للمخرجين والممثلين، ومن خلال التوثيق الدقيق يمكننا رصد أن «ماكبث» قدمت بالمسرح المصرى ست مرات، جورج أبيض عام 1917، «القومى» عام 1962، «القومى» عام 1991، «الشباب» عام 1993، والغد في 2000، و2009.

■ من أهم الممثلين والمخرجين والكتاب المسرحيين الذين قدموا مسرح شكسبير في مصر من وجهة نظرك؟

- أعتقد أن أهم التجارب على مستوى الجودة التي قدمها الفنان سيد بدير حينما أجاد إخراج «هاملت» ومنح البطولة للفنانين كرم مطاوع وزيزى البدراوى وزوزو نبيل، وكذلك تجربة الفنان محمد صبحى من خلال فرقة «استديو 80»، وهو العرض الذي جسد خلاله شخصية «هاملت»، وشاركه البطولة فيه الفنانون سعاد نصر وهناء الشوربجى وأحمد ماهر ومحمود مسعود.

■ ما الخلطة التي استخدمها يحيى الفخرانى لنجاح مسرحية الملك لير؟

- نجاح النجم يحيى الفخرانى في مسرحية «الملك لير» يعود لتناسب الدور مع إمكانياته الفنية والجسدية ونجاحه في توظيف طبقات صوته الحادة لأداء دور الكهل، وكذلك تكامل جميع مفردات العرض من ديكورات وملابس وموسيقى ومؤثرات صوتية، بفضل جهود وخبرات مخرج متمكن استطاع اختيار مجموعة متميزة من الممثلين كل في دوره المناسب، هذا بخلاف ذكاء الاختيار لمسرحية مقررة على عدد كبير من الطلاب بالمدارس وبعض الجامعات.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية