بعد خسارة حزبه فى أشرس انتخابات تشريعية عاشتها الولايات المتحدة، اعترف الرئيس الأمريكى باراك أوباما بأنه لم يتمكن من تغيير طبيعة سياسة واشنطن خلال أول عامين قضاهما في منصبه، وقال إن إدارته ركزت على إعادة تنشيط الاقتصاد وإقرار تشريعات مهمة مثل إصلاح نظام الرعاية الصحية والنظام المالي.
وأضاف أوباما في مؤتمر صحفى بالبيت الأبيض، مساء الأربعاء،: «كنا فى عجلة من أمرنا من أجل إنجاز الأمور لدرجة أننا لم نغير الكيفية التى يتم بها إنجاز الأمور».
كما اعترف الرئيس الأمريكى بأن مشروع قانون الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي يلقى باللائمة عليها فى ظاهرة الاحتباس الحرارى سيكون مصيره التعليق على مدار العامين المقبلين على الأقل، إلا أنه أكد تركيزه على تمرير محفزات تدريجية لتطوير طاقات بديلة من شأنها المساعدة فى تقليل الانبعاثات الكربونية التى تنتجها المصانع الأمريكية.
وقال أوباما: «بات من المشكوك فيه أن نتمكن من الحصول على أصوات كافية لتمرير ذلك المشروع عبر المجلس هذا العام، أو العام المقبل أو الذى يليه».
وبعد أن سيطروا على مجلس النواب بالكونجرس فى أشرس انتخابات تشريعية شهدتها الولايات المتحدة، تعهد الجمهوريون المنتشون بفوزهم بممارسة سلطتهم الجديدة فى الكونجرس لإلغاء بعض من إنجازات الرئيس الديمقراطى باراك أوباما الرئيسية، وقال الجمهورى جون بونر – المرجح أن يصبح الرئيس المقبل لـ «النواب» بعد فوز معسكره بالأغلبية – للصحفيين الخميس: «من الواضح للغاية أن الشعب الأمريكى يريد حكومة أصغر ذات تكلفة أقل وأكثر قابلية للمحاسبة، وتعهدنا هو الإصغاء إلى الشعب الأمريكى».
وحول إصلاحات أوباما، أكد بونر أن الإصلاح الجذري للرعاية الصحية الذي أقره الديمقراطيون في مارس الماضي سيدمر النظام الطبي ويفلس البلاد، وقال: «هذا يعني أن علينا أن نبذل قصارى جهدنا لمحاولة إلغاء مشروع القانون هذا وأن نستبدله بإصلاحات منطقية لخفض تكلفة الرعاية الصحية».
كما أضاف: «نحن مصرون على منع الأجندة التى رفضها الأمريكيون وتحويل اتجاه السفينة، وسنتعاون مع الإدارة عندما تتفق مع الشعب وسنواجهها عندما لا تفعل».
جاء ذلك فى الوقت الذى تعهد فيه الزعماء الديمقراطيون فى «الشيوخ» بالعمل مع الجمهوريين، وقال السيناتور ديك دوربين : «الدرس الذى لقنه الشعب الأمريكي لنا ليلة 3 نوفمبر هو أننا بحاجة إلى العمل معاً، واللعب من أجل التعادل في مجلس الشيوخ بهدف تحقيق مكسب سياسي هو أمر غير مقبول للشعب الأمريكي».