x

نيوتن الأبواب المغلقة نيوتن الأحد 01-05-2016 21:53


هذا المقال ليس عن الفيلم الذى يحمل الاسم ذاته. عرض فى عام 2001. جسد دور البطولة فيه الفنان محمود حميدة وسوسن بدر. لكن الشىء المشترك بين هذا المقال والفيلم ليس الاسم فقط. بل الخوف. الخوف من كل شىء ومن أى شىء. الخوف الذى يجعلنا نغلق أبواب بلد بأكمله. أمام الاستثمار. فى وجه المستثمرين. أمام السياحة. أمام الأفكار الجديدة المتقدمة. والتمترس خلف نظريات رجعية. وأفكار لا تسمن ولا تغنى من جوع.

هذا هو حال مصر. للأسف. مازلت هنا أتامل التجربة الإماراتية. كل عنصر هناك يحتاج لمقال. لأن كل إنجاز حقيقى على أرض الواقع. ليس مجرد بروباجندا فى الصحف ومحطات التليفزيون. من ضمن الأشياء التى أبهرتنى فى الإمارات أفكارهم لاستغلال الجزر والاستفادة منها بأفضل طريقة استثمارية ممكنة. ليس هذا فحسب. بل يخلقون جزرا صناعية. يقيمون عليها مدناً مختلفة. يجسدون عليها حضارات متنوعة. غربية. يابانية. صينية. هندية. ليأتى السائح ولا يشعر بغربة. لأنه يجد على تلك الجزر مطاعم تشبه مطاعم بلاده، بل تتفوق عليها. فنادق. عناصر ترفيه عديدة. وعندما يزور بقية الجزر يشعر وكأنه زار حضارات وبلداناً مختلفة من العالم.

فى الإمارات كل شىء قابل للاستثمار. قابل للتطور. أبوابهم مفتوحة لكل جنسيات العالم. لا تفرقة. لا عنصرية. لا كراهية. لا ازدراء. الجميع فى الإمارات سواسية أمام القانون. الأبواب مفتوحة. هذه هى القاعدة الأصيلة المعمول بها عندهم. أما عندنا الأبواب مغلقة أمام الجميع. مغلقة أمام الأجنبى مثلما هى مغلقة أمام أبناء الوطن. لا مفر ولا مهرب. وإذا فكرت يوما أو حاولت أن تصنع أى شىء مصيرك غير معلوم. فأحد وزراء مصر السابقين دخل السجن لأنه سمح بإنشاء فندق الموفنبيك على جزيرة فى النيل. أصبح من معالم أسوان. إنه يوسف والى، وزير الزراعة، ونائب رئيس الوزراء سابقا. الذى سمح بالاستثمار والتنمية فى جزيرة واحدة تمت معاقبته على ذلك بالسجن هو ومن بعده ومن بعده.

ما أكثر الجزر فى البحر الأحمر والبحر المتوسط مثل الجفتون وشدوان والفنادير ونيلسون. وغيرها. ذلك كله بخلاف 391 جزيرة فى النيل. هنا حدث ولا حرج عن جمالها. ومميزاتها الاستثمارية. لكنها للأسف كلها أمن قومى. فمن اقترب أو فكر أو خطط واجه أسوأ مصير. كثيرون واجهوا السجن. لا لشىء لأنهم حاولوا التفكير. سعوا لعمل إنجاز حقيقى على أرض الواقع. محمد إبراهيم سليمان. أحمد المغربى. يوسف بطرس غالى. محمود محيى الدين. قبل كل هؤلاء الرئيس مبارك نفسه. وإذا تماديت فى إضافة أسماء إلى القائمة. لن تكفى مساحة العمود. بالأدق لن تكفى صفحات الجريدة. لأن القائمة طويلة. رجائى وأملى ألا تزداد.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية