x

ياسر أيوب فتاة مصرية اسمها نور الشربينى ياسر أيوب الأحد 01-05-2016 21:34


الحكاية هنا لا علاقة لها بالإسكواش ومن يمارسون هذه اللعبة أو يحبونها أو لا يعرفون تفاصيلها ولا تعنيهم أخبارها..

إنما هى حكاية نجاح مصرية تستحق التوقف أمامها بكل حب واعتزاز واهتمام واحترام.. فليست هناك فى كل يوم.. أو حتى فى كل سنة.. لاعبة مصرية تفوز ببطولة عالم.. ونور الشربينى لم تفز فقط هذا الأسبوع ببطولة العالم للإسكواش التى استضافتها ماليزيا..

إنما هى أول لاعبة مصرية تحمل هذا اللقب فى تاريخ اللعبة.. ثم إنها أيضا أصغر لاعبة فى تاريخ الإسكواش تفوز ببطولة العالم، حيث لم تتجاوز بعد السنة العشرين من عمرها.. وإذا أضفنا إلى كل ذلك أن نور الشربينى كانت مؤخرا هى أول لاعبة مصرية تفوز ببطولة إنجلترا المفتوحة التى هى أشهر وأكبر وأقدم بطولات هذه اللعبة فى العالم كله، لدرجة أن أهل الإسكواش يعتبرونها لا تقلّ أهمية ومكانة عن بطولة العالم نفسها.. فسنكتشف أننا أمام حدوتة مصرية شديدة الخصوصية وليست مجرد حكاية إسكواش.. حكاية بنت جميلة وعنيدة وطموحة ومختلفة وموهوبة واستثنائية جدًّا..

حكاية كانت ولاتزال تستحق الحفاوة والاهتمام وكل الأضواء بعيدًا عن أى رؤية خاصة للعبة الإسكواش ومقارنتها بكرة القدم أو غيرها من باقى اللعبات.. وكنت ولا أزال أتمنى رؤية نور الشربينى على كل الشاشات الرياضية وفوق كثير من أوراق صحافة الرياضة وحكاياتها وصورها.. إلا إذا كنا فى مصر لم نعُد نريد أو نحب أن نفرح..

أو أصبح النجاح يؤذينا ويربك حساباتنا بعد أن اعتدنا الفوضى والألم والوجع والحروب والخلافات والقضايا والشكوى من الواقع والقلق، مما قد يأتى به المستقبل.. ففى أى بلد آخر كان من الطبيعى أن يتعلق الكثيرون بحكاية مثل نور الشربينى ويرون فيها حكاية أمل فى مجتمع كاد يستسلم لليأس.. وحكاية نجاح فى بلد يطارده الإخفاق والإحباط.. وحكاية فتاة قوية فى وطن لا يزال فيه من يطالبون بإسكات صوت الفتيات والنساء أو يصرخون متسائلين عن حقوق كل فتاة وامرأة..

وأغلب الظن أن تجاهل ما قامت به نور الشربينى فى ماليزيا أو قبلها فى إنجلترا سببه إما عدم معرفة ما قامت به هذه اللاعبة الجميلة.. أو تعمد نسيان بطولاتها وانتصاراتها حتى يهدأ ويستريح الجميع.. فمعنى أن تفوز لاعبة مصرية ببطولة عالم حتى لو كانت بطولة العالم للإسكواش هو أنه ليس هناك حلم مستحيل ولكن هناك من لا يريدون الحلم أو حتى المحاولة.. وأن هناك من باتت مصالحهم الشخصية تلزمهم بإنكار وإخفاء أى انتصار حتى تبقى تجارتهم دائمة ورابحة..

وأن هناك نساء كثيرات فى مجتمعنا أسسن جمعيات وعقدن مؤتمرات وندوات للمطالبة بمكانة أفضل للمرأة المصرية، لكنهم ليسوا على استعداد للحفاوة بأى إنجاز حقيقى تحققه أى فتاة أو امرأة مصرية.. ومعان أخرى كثيرة أترك الناس تفكر فيها بمهل وهدوء وعمق، وأكتفى الآن بتوجيه تحية الشكر والحب والتقدير والفرحة للاعبة مصرية جميلة وبطلة قوية وعالمية اسمها نور الشربينى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية