جاء الأسبوع الماضى حاسما ومثيرا لقطبى الرياضة المصرية، حيث شاهدنا تنافسا مثيرا بينهما في معظم اللعبات وهو ما يؤكد أولا أن الغلبة والسطوة والإمكانيات كانت وستظل لهما على كل الأندية المصرية، فنهائى اليد جمع بينهما ونهائى تنس الطاولة جمع بينهما وقبل نهائى الكرة الطائرة جمع بينهما والبطولات الأفريقية نفس الأمر.
وباستثناء مناوشات بسيطة من بعض الفرق أحيانا مثل طلائع الجيش في الكرة الطائرة والذى يعتمد أصلا على لاعبين معظمهم انتقلوا إليه من الأهلى وأيضا الاتحاد والجزيرة في كرة السلة لما أصبح هناك منافس للأهلى والزمالك في أي لعبة على الإطلاق وهى ظاهرة تستحق الوقوف أمامها ودراستها ومحاولة علاجها، فلا توجد دولة في العالم المتحضّر يوجد فيها مثل هذه الظاهرة لأنها وباختصار تقضى تمامًا على ظاهرة التنافس وتجعل الرياضة كلها محصورة بين ناديين فقط لا غير، لذلك أدعو المتخصصين والسادة الخبراء لدراسة الظاهرة وتحليلها ومحاولة وضع حلول لها وتهيئة الرأى العام لقبول مبدأ المنافسة على الأقل والقضاء على ظاهرة الاحتكار والاستحواذ التي تسيطر على الرياضة المصرية بهذه الطريقة ومحاولة خلق أندية جديدة تنافس في بعض البطولات وتفوز بها وتكون بعيدة تماما عن الأندية التقليدية في كرة القدم أو محاولة تقوية بعض الأندية والمؤسسات الأخرى والتى من الممكن أن تكون عونا وسندا للدولة في تحقيق الانتصارات، ولعل ما قدمته فرق المؤسسة العسكرية في مجالات رفع الأثقال وعدد من اللعبات الأخرى مثل ألعاب القوى ومن قبلها كان دورا رائعا لفرق مؤسسة الشرطة فكانت تقوم هي الأخرى بدورها الرياضى والتربوى والأخلاقى على أكمل وجه، لعله يعيد إلينا فكرة الاهتمام والمساندة الفعالة من الدولة ورجال الأعمال لتقوية التجربة وإنجاحها لأنها في النهاية تبنى دولة وتحقق لها انتصارات في شتى البطولات الرياضية وترفع اسمها على مستوى العالم.
وليس خافيا على أحد أن معظم هذه الألعاب تحقق خسائر فادحة، ولا أنسى أبدا تصريحات حسن حمدى رئيس الأهلى السابق والتى قال فيها إن كرة القدم تصرف بمفردها على 26 لعبة في النادى لأنها جميعا تحقق خسائر فادحة. أيضا لا أنسى يوم أن قدم أحد أعضاء مجلس الإدارة اقتراحا بتخفيض عدد اللعبات فقامت الدنيا ولم تقعد واضطر الجميع إلى الانصياع وإلغاء الاقتراح خوفا من تأثير ذلك على الانتخابات.. أعود لعنوان المقال بعيدا عن كل ما سبق لأجد أننا أمام ظواهر هامة ومثيرة أهمها أن الزمالك أعاد بناء فرقه الجماعية فعادت الانتصارات لبعض الفرق مثل الطائرة واليد، وعاد للمنافسة في بعض اللعبات مثل السلة وتنس الطاولة، وعاد مرة أخرى قطبًا ثانيًا للرياضة المصرية يضفى على البطولات بعضًا من المنافسة والقوة، ناهيك عن الطفرة الإنشائية التي يتحدث عنها أعضاء الزمالك والتى لاقت استحسان الجميع المعارضين قبل المؤيدين وبالتأكيد هو الأمر الذي أعاد للزمالك كثيرا من هيبته المفقودة لفترة ليست بالقصيرة.
ولكن أمام كل هذه الإنجازات وإعادة البناء جاءت حسرة وألم مشجعى ومحبى النادى أمام تراجع نتائج فريق كرة القدم محليا وتضاؤل فرصه في المنافسة على بطولة الدورى العام والتأهل بصعوبة لدورى المجموعات للبطولة الأفريقية. ولا يخفى على أحد أن كرة القدم هي الأساس لدى الجميع مهما كانت انتصارات الفرق الأخرى، وأرجع الجميع هذا التراجع الواضح للتدخلات المستمرة من قبل رئيس النادى في تغيير الأجهزة الفنية، مما أضرّ جدا بالفريق وأثر على نتائجه لهذه الدرجة، ولعل التغييرات الأخيرة والتى جاءت بعدد من أبناء النادى القدامى ليتولّوا مناصب داخل الجهاز خير دليل على ذلك، وهو ما يهدّد بفقدان باقى البطولات هذا الموسم، وهو ما دعا محبى وعشاق الزمالك إلى مطالبة المجلس برفع يده عن كرة القدم مثلما هو الحال مع باقى اللعبات حتى ولو فاز الفريق بالبطولات الموسم الماضى لأن الأساس هو الاستقرار.
أما في النادى الأهلى فكان التتر مختلفا تماما، فالمجلس الجديد، والذى أصبح قديما، اكتسب كثيرا من الخبرة جعلته يعى ويدرك أن الأهلى ليس ناديا للخدمات فقط، ولكنه في الأساس نادٍ رياضى يعتمد على البطولات والانتصارات، وعلى الرغم من كل ما ذكرته في بداية مقالى عن ضرورة إيجاد المنافسة، إلا أننى أؤكد وبوضوح أن جماهير الأهلى لا تقبل سوى بالمركز الأول فقط لا غير في أي بطولة تشارك فيها، وأن حتى أعضاء الأهلى قد يسعدون أو يفرحون بالإنشاءات والتجديدات، ولكنهم في النهاية لا يسعدون أبدا إلا بالانتصارات، من هنا أعاد مجلس إدارة الأهلى استراتيجيته من جديد وأعاد للرياضة هيبتها وقوتها، وضم عددا من اللاعبين لفرقه الرياضية وأدخل تعديلات على أجهزة فنية فكانت النتيجة عودة الكثير من الانتصارات، وآخرها كرة السلة، والتى غابت عنها شمس البطولة منذ 5 سنوات ولكن، وهذا هو الأهم، أن فريق كرة القدم عاد أقوى مما كان عليه، وذلك بفضل التعاقدات التي أبرمها المجلس مع اللاعبين، حتى وإن لم ينجح بعضها، ثم التعاقد مع مدرب محترم حصل على احترام الجميع سريعا وساعده الحظ والتوفيق في الفوز محليا وأفريقيا رغم تحفظى على الأداء والنتيجة أفريقيا إلا أن المحصلة النهائية هي النجاح بصورة كبيرة مع فريق كرة القدم والنجاح المتوسط مع باقى الألعاب، وهو يتطلب من مجلس الإدارة سرعة الإنجاز والبناء من جديد في الجانب الرياضى على كل المستويات، لأن الرياضة هي العنوان الأبرز للأندية الرياضية الكبرى مثل الأهلى والزمالك، ولعل خير دليل على صدق ما أقول تلك الفرحة الطاغية التي حدثت لأعضاء وجماهير النادى بفوز فريق الآنسات ببطولة أفريقيا للكرة الطائرة وقبلها كرة السلة، مما يؤكد أن الرجوع للرياضة فضيلة وأن خدمة الأعضاء اجتماعيا سنة جميلة ومستحبة، ولكن سيبقى الفرض دوما هو تحقيق الانتصارات الرياضية، وخصوصا الكروية.