واجه رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، الأربعاء، اتهاما بجلب العار على سمعة بريطانيا بعد رفضه مطالبات باستقبال لندن للأطفال اللاجئين غير المصحوبين بذويهم في أوروبا.
وبحسب ما نقلته صحيفة «تليجراف» البريطانية، أصر كاميرون على أن بريطانيا لا تتجاهل القضية، مدعيا أن أطفال اللاجئين في أوروبا لا يمكن مقارنتهم بهؤلاء الذين كانوا يهربون من النازيين في ألمانيا.
وكانت الحكومة البريطانية أعربت عن مخاوفها من أن إعادة توطين الأطفال مباشرة من أوروبا قد يخلق «تحفيزا سيئا للناس بأن يضعوا حياتهم بين أيدي مهربي البشر»، من أجل الوصول إلى بريطانيا على أمل قبولهم على أراضيها.
ويأتي هذا الجدل بعد أن طالب مجلس اللوردات نواب البرلمان بالسماح باستقبال بريطانيا لعدد محدد من الأطفال غير المصحوبين بذويهم من أوروبا، وذلك بعد رفضهم في وقت سابق مطالبات باستقبال 3 آلاف طفل.
واشتعل مجلس العموم البريطاني بالتصفيق، الأربعاء، بعد أن قالت النائبة يافيت كوبر، وزيرة الداخلية السابقة في حكومة الظل، إن سياسة حكومة كاميرون تجاه الأطفال اللاجئين في أوروبا «تجلب العار لهذا المجلس ولهذه الدولة».
ودعت كوبر التي تترأس لجنة اللاجئين بحزب العمل البريطاني، كاميرون خلال جلسة البرلمان، بأن «يراجع موقفه ويقدم ملاذا للأطفال اللاجئين غير المصحوبين بذويهم في أوروبا»، مستنكرة ما قاله رئيس الوزراء البريطاني عن أن «الأطفال اللاجئين الوحيدين في أوروبا آمنون».
وأوضحت كوبر أن «هناك منازل أطفال ممتلئة في إيطاليا واليونان، وأكثر من ألف طفل سينامون الليلة في العراء وحدهم، كيف يكونون آمنين؟ 10 آلاف طفل اختفوا في أوروبا، كيف هم آمنون؟»، مضيفة أن «الجهات المعنية تقول إن الأطفال ينخرطون في أعمال جنس من أجل البقاء، ويتم سوء معاملتهم والاعتداء عليهم ويخضعون للدعارة والاغتصاب».
بينما دافع كاميرون عن حكومته ونفسه مذكرا بأنهم يساعدون الدول الأوروبية الأخرى عن طريق الدعم المالي والذي كان آخره 10 ملايين جنيه إسترليني تم الإعلان عنها مؤخرا.
وأضاف كاميرون: «نحن نعتقد أن مساعدتهم تكون عن طريق أخذهم (الأطفال اللاجئين) من المخيمات، من لبنان والأردن، أو إيوائهم إذا جاءوا إلى بلادنا، وهذا ما نفعله ولدينا سجل مشرف ولا شيء نخجل منه».