أعلن أحد قادة المجتمع المدنى السودانى الثلاثاء، أن السودان ألقى القبض على 9 من الناشطين من إقليم دارفور، بينهم محام بارز فى مجال حقوق الإنسان، معرباً عن اعتقاده بأن الاعتقالات تستهدف شبكة حقوق الإنسان والمناصرة من أجل الديمقراطية (هاند) التى يعمل لحسابها أغلب المقبوض عليهم. وقال الباقر مختار إنه ليست هناك معلومات عن التهم الموجهة إلى المعتقلين، ورأى أن الاعتقالات تلقى بالشك على إذا ما كانت الخرطوم ستسمح للمجتمع المدنى بالعمل بحرية قبل الاستفتاء على استقلال جنوب السودان، معتبراً أن الاعتقالات تدق نواقيس الخطر بأن «القادم سيكون اسوأ»، فى حين قال مصدر بالأمن الوطنى والمخابرات السودانية إن المخابرات ليس لديها علم بهذه الاعتقالات.
من ناحيتها، اتهمت منظمة «هيومان رايتس ووتش» الحقوقية، التى تتخذ من نيويورك مقرا لها، الحكومة السودانية باستغلال استفتاء 9 يناير 2011 على استقلال الجنوب، كستار لمواصلة عملياتها العسكرية فى دارفور وفرض إجراءات صارمة على الناشطين الحقوقيين.
وفى تلك الأثناء، قالت قوة حفظ السلام المشتركة بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقى فى دارفور «يوناميد»، الاثنين، إن مسلحين مجهولين هاجموا قرية «تينة» بشمال دارفور وقتلوا 4 أشخاص وأصابوا عدة أشخاص آخرين، وأضافت القوة أنها قامت بنقل الجرحى من «تينة»، فيما تجرى السلطات المحلية تحقيقاتها فى الحادث. وفى تطور جديد يزيد من المصاعب أمام إجراء الاستفتاء، أعلن المتحدث الرسمى باسم مفوضية الاستفتاء، السفير جمال محمد إبراهيم، استقالته من منصبه بسبب خلافات بين أعضاء المفوضية- لم يوضحها- وملابسات ظروف تعيينه، فى إشارة إلى أن جميع أعضاء المفوضية معينون من قبل رئاسة الجمهورية، بينما تم تعيينه هو من قبل رئيس المفوضية.
وفى وقت أشار فيه إلى أن الترتيبات الفنية تجرى بصورة جيدة، فإن إبراهيم أبلغ صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية بأن الوقت المتبقى للاستفتاء لا يكفى لإتمام جميع الإجراءات، مقترحا تأجيل العملية لعدة شهور.
ونفى إبراهيم وجود ضغوط من المؤتمر الوطنى لحمله على الاستقالة حتى يتم تأجيل الاستفتاء عن موعده، وقال إن علاقاته مع طرفى اتفاقية السلام، المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية، طيبة، والصلات معهما جيدة.
كان جيشا شمال وجنوب السودان قد تبادلا الاتهام فى وقت سابق، أمس الأول، بالمسؤولية عن إطلاق نار وقع نهاية الأسبوع الماضى، على حدود المنطقتين ــ وهى منطقة حساسة ــ مع اقتراب الاستفتاء.