x

زاهي حواس محمد غنيم زاهي حواس الإثنين 25-04-2016 21:12


هذا الاسم يعرفه جيداً كل العاملين فى مجال الثقافة والإعلام؛ ذلك أنه أهم من قام بالتعريف بالثقافة والفنون المصرية بكل عواصم ومدن العالم تقريباً. جعل محمد غنيم العالم كله يتحدث عن مصر من خلال المعارض والفرق الفنية التى أرسلها إلى كل مكان بالعالم لنشر فنون الفراعنة والفن القبطى والفن الإسلامى وكذلك الفنون الحديثة. يعرف غنيم دائماً الطريق إلى النجاح؛ والجرأة فى اتخاذ القرار بعد الدراسة المتأنية الموضوعية لأى مشروع. لقد سعدت بقيام وزارة الثقافة أخيراً بتكريم محمد غنيم للدور الكبير الذى قام به خلال سنوات عمله التى شارفت على الخمسين سنة، وصل خلالها إلى أعلى المناصب بالوزارة كوكيل أول لوزارة الثقافة للعلاقات الثقافية الخارجية؛ ونال حب واحترام الجميع.

التعريف بالثقافة المصرية ليس بالأمر السهل؛ ولا حتى محاولة تقديم مصر للخارج. ولعل سر نجاح محمد غنيم كان فى فهمه العبقرى للهوية المصرية التى تصل جذورها إلى العصور الفرعونية القديمة وتحمل شجرتها ثمار العصور اليونانية الرومانية والقبطية والإسلامية. بهذه الصورة قدم محمد غنيم مصر إلى العالم الخارجى وبعث بالمعارض الأثرية وبالفرق الفنية بمختلف توجهاتها وفنونها. ولا ينكر المثقفون المصريون دور محمد غنيم فى جعل كل واحد منهم سفيراً لمصر بالخارج؛ وكان لنشاطه الأثر فى وصول صوت المثقفين المصريين إلى اليابان وأستراليا والولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا.

قابلت محمد غنيم عام ١٩٨٠ عندما كان ملحقاً ثقافياً فى أمريكا؛ وكان أن عرف غنيم أن الأمريكان يعشقون مصر الفرعونية ولذلك ساهم فى إرسال كثير من معارض الآثار الفرعونية إلى مختلف المدن الأمريكية؛ وحضرت معه افتتاح معرض مصر فى العصر الذهبى؛ ولإتقانه اللغة الإنجليزية جعل كل الحاضرين يصفقون إعجاباً بحديثه عن مصر ومجدها القديم. وأتذكر أننى كنت طالباً للدكتوراه وأقيم فى مدينة فلادلفيا عندما أحضر محمد غنيم الفرقة القومية للفنون الشعبية التى قدمت عروضاً رائعة مازال سكان المدينة يذكرونها وكان لنشاطه الأثر الكبير فى تدفق السياحة الأمريكية إلى مصر فى الثمانينات والتسعينات.

انتقل محمد غنيم من وزارة التعليم العالى إلى وزارة الثقافة واختاره الراحل ثروت عكاشة كمدير لقصر ثقافة دمنهور؛ ثم شغل منصب مدير عام ثقافة الإسكندرية. وأخذ الصفة الدولية بعدما أصبح رئيس العلاقات الثقافية الخارجية ووضع برنامج ثقافى مصرى يغطى العالم كله.

واصل محمد غنيم مشواره العملى بعدما أسند إليه فاروق حسنى مهمة الإشراف على مشروع المتحف المصرى الكبير؛ ونجح غنيم فى دفع المشروع خطوات إلى الأمام بمساندة الرجل العظيم فاروق عبدالسلام، الذى لا ننسى فضله على الثقافة أيضاً. ويبقى سؤال لا أجد له إجابة لماذا لم يتم اختيار محمد غنيم وزيراً للثقافة بعد فاروق حسنى؟! ما من شك أن محمد غنيم يستحق منا أن نقول له شكراً على ما قدمته لمصر.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية