x

زاهي حواس كيف نختلف؟! زاهي حواس الإثنين 18-04-2016 21:10


أخشى ما أخشاه أن تستمر حالة ضيق الأفق وغياب ثقافة الاختلاف وقبول الرأى الآخر وإسناد الأمر لأهله والقناعة بأن كل إنسان خبير فى مجاله هو (مش فى مجال اللى جانبه؟!). لقد عانيت من قبل من محترفى الكلام عن جهل! فكان منهم من يعارض أى موضوع وأى مشروع فى الآثار لكى يظهر اسمه على صفحات الجرائد وتستضيفه برامج التوك شو؛ وقد أضعت الكثير من وقتى وجهدى للرد عليه وتصحيح ما يبثه من تخاريف وشائعات إلى الناس؛ وكان أغرب شىء هو أن صحيفة منحته لقب دكتور وأصبحت تضع الدال قبل اسمه؟! وصدق الرجل أنه بذلك أصبح يمتلك دكتوراه فى الآثار فصار يقدم نفسه فى برامج التليفزيون على أنه الدكتور فلان؛ بعدها بفترة قصيرة منح لقب الخبير الأثرى؛ ثم عالم الآثار.. وتستمر الفوضى. وفى الأسبوع الماضى وفى نفس المكان كتبت عن المؤرخ الكبير الفالصو؛ الذى رشح نفسه لكى يصبح وزيراً للآثار؛ ومنح نفسه النياشين والألقاب؛ وخرج يفتى فى كل مواضيع العمل الأثرى وهو حتى غير مؤهل علمياً للحديث عن موضوعات خطط لها ووضعها خبراء حقيقيون.

أمثال هؤلاء هم معاول لهدم الأوطان ونشر الفتنة؛ وبث الإحباط فى نفوس الناس التى من كثرة الكذب الذى تسمعه من وسائل الإعلام صارت لا تصدق قولاً لأى مسؤول أو غير مسؤول وهنا مكمن الخطورة! لا أخفى قلقى على بلدى مما جرى الأسبوع الماضى، ولا يزال من خلاف حول جزيرتى تيران وصنافير. وكنت أتصور أن أى خلاف فى أى مسألة يحسمه أصحاب التخصص ومن بيدهم المعلومات وليس مقدمو البرامج الحوارية الذين انقسموا إلى فريقين أحدهما مؤيد وآخر معارض؛ والكل يدافع عن وجهة نظره ولا يريد أن يسمع أو يقر ويعترف أننا نختلف إلى أن يقول أصحاب المجال والشأن والتخصص كلمتهم.. بعدها لا يجب أن يكون هناك خلاف.

غريب حقاً أن تستمر حالة الانقسام وليس مجرد الخلاف حتى بعد أن قال خبراء الاستشعار عن بعد وعن طريق الخرائط والصور الملتقطة عن طريق الأقمار الصناعية أن جزيرتى تيران وصنافير سعوديتان؛ بل كيف نختلف وقد قال خبراء القانون كلمتهم بأن الجزيرتين سعوديتان؟ إلى متى ننساق وراء من يملكون الحناجر ولا يملكون العقل؟ وأمامنا الطريق الصحيح الذى يجب أن نسلكه؟! أتمنى أن ننتهى سريعاً من هذا اللغط وأن نركز على بناء مصر بالعمل وليس الشعارات. كان إبراهيم عيسى عظيماً واعياً وهو يؤكد أنه يختلف ولكن لا يتهم أحدا بالخيانة؛ ثم أكد أنه لا يجوز بحال أن يتهم الرئيس عبدالفتاح السيسى بالخيانة؛ ولا أى من أبناء المؤسسة العسكرية المصرية التى وصفها بالأكثر إخلاصاً ووطنية ضمن مؤسسات الدولة. بهذا النهج يجب أن يكون خلافنا.. عقلانى متحضر إلى أن يقول أصحاب التخصص كلمتهم. أما هؤلاء الذين قالوها لنا من قبل صريحة مجلجلة بأنهم لا يقفون لتحية العلم ولا يؤمنون بالحدود وختموها بـ(طظ فى مصر) فنراهم الآن يبكون على ضياع تيران وصنافير؛ وصارت الجزيرتان السعوديتان قضية أرض ووطن وعرض.. وسبحان مغير الأحوال.. ألا تستحون؟!

الاتفاقيات التى وقعتها مصر ستعرض على مجلس الشعب، وستدرسها لجان متخصصة، وإما يقبلها وإما يرفضها.. فلماذا الخلاف؟ أتضامن مع عبدالفتاح السيسى عندما حذر من هؤلاء الذين يبثون الإحباط فى نفوس الشعب المصرى. وكلى ثقة أن مصر على الطريق الصحيح.. وأن الغد يحمل الأفضل لهذا البلد رغم كيد الأعداء.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية