x

إيران.. «الفائز الوحيد» من الغزو وتسعى إلى الاستفادة من الانسحاب

السبت 04-09-2010 20:32 | كتب: خالد عمر عبد الحليم |
تصوير : other

لم تنتج حرب العراق إلا فائزاً واحداً: إيران.. فعندما خالف العراقيون التوقعات الأمريكية بأن دخولهم إلى العراق سيكون محل ترحيب، واستقبلوهم بالقنابل بدلا من الورود، بدا واضحا أن إيران ستكون الفائز الوحيد من الحرب.

فحرب العراق كان لها العديد من الأهداف، منها السيطرة على النفط (وليس بيعه)، مرورا بالإطاحة بنظام صدام، انتهاء بتهديد إيران، غير أن المأزق الأمريكى فى العراق طمأن إيران إلى أنها لن تواجه بخصم آخر بعد أن أطاحت أمريكا بخصهما الرئيسى من المنطقة.

وخلال 7 سنوات هى عمر الغزو الأمريكى للعراق حتى الآن، نما «الفوز الإيرانى» بوضوح، فالولايات المتحدة لم تنجح فى خلق الضغط المرجو على إيران من خلال تواجد ما يزيد على 100 ألف جندى (وصلوا إلى 170 ألفا فى بعض الفترات) بجوار إيران لتشكيل ضغط عسكرى عليها، بل شكلت إيران ضغطا مستمرا على التواجد العسكرى فى العراق، ويكفى وصف رئيس مصلحة تشخيص النظام الإيرانى هاشمى رافسنجانى الجنود الأمريكيين فى العراق بأنهم «أسرى لدى طهران» وليسوا ضغطا عليها، فى إشارة لقدرة طهران الدائمة على إشعال الجنوب العراقى الشيعى فى وجه الجنود الأمريكيين.

كما أظهرت التقارير الأمريكية الحديثة أن حوالى ربع قتلى الجيش الأمريكى قتلوا بواسطة معدات إيرانية (متفجرات، رشاشات، ألغام)، ولعل هذا يبرر الجدل الطويل الذى دار منذ عامين تقريبا حول تزايد معدلات القتلى بين الجنود الأمريكيين بفضل الألغام الإيرانية المتطورة المضادة للعربات المصفحة والدبابات.

غير أن الانسحاب الأمريكى من العراق يحمل فرصا كبيرة لطهران أيضا، لعل فى مقدمتها تصاعد القدرة الإيرانية على السيطرة على العراق بشكل تام، بعيدا عن محاولات الولايات المتحدة تقويض النفوذ الإيرانى هناك.

كما قد يسهم الانسحاب الأمريكى فى إعادة توجيه الجهد العسكرى إلى اتجاه قواعد واشنطن فى دول الخليج واتجاه إسرائيل، بما سيسهم بالتأكيد فى تخفيف الضغط العسكرى الكبير الواقع على طهران نتيجة لتعدد اتجاهات الهجوم المحتمل عليها. إذن فإيران التى كانت الرابح الوحيد لغزو الأمريكى للعراق تأمل فى أن تكون أيضا الرابح الأكبر من الانسحاب، وهى تسعى لتجنب تأثير «الراحة الأمريكية» بعد الخروج من العراق وللاستفادة أيضا من خلو الساحة لها لتوجد مرتكز جديد لها يعينها على مواجهة مرتقبة مع إسرائيل والولايات المتحدة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية