x

سليمان الحكيم حكومة مأزومة.. وإعلام غبى! سليمان الحكيم الأحد 24-04-2016 21:13


لايزال إعلامنا يمارس نفس الأخطاء التى كان يمارسها منذ عشرات السنين. لم يتعلّم من أخطائه التى اعتاد الوقوع فيها. لنراه يدافع من حيث أراد أن يهاجم، ويحسن من حيث أراد أن يسىء. خذ عندك مثلاً: إنه فى كل مناسبة لا يذكر اسم حزب الله إلا متبوعاً بوصفه «الموالى لإيران».

فإذا نظرت فى سبب ذكره فى الخبر أو المقال ستجد أنه قد تصدى بقواته «الموالية لإيران» لهجمات الجيش الإسرائيلى على جنوب لبنان، واضطرها للانسحاب من أمامه مذعورة، أو أنه قد تصدى بقواته «الموالية لإيران» أيضاً لهجمات الإرهابيين من داعش أو النصرة فى المدن أو القرى السورية. ومنعها من التقدم نحو أهدافها.

حزب الله إذن يحارب ضد الإرهاب وضد إسرائيل، وذكر اسمه متبوعاً بالموالاة لإيران هنا يعتبر دعاية محمودة لحزب الله ولإيران، وهو ما يزيد التعاطف والتأييد الشعبى لهم. بينما السياسة الإعلامية للدولة تتجه نحو العداء لإيران ولحزب الله باعتبارهم فى نظرها يكرسون للنفوذ الشيعى فى المنطقة الذى تتصدى الدولة لنشره بكل مؤسساتها الدينية. هكذا يعمل الإعلام ضد السياسة العامة للدولة من حيث أراد أن يخدمها.

فيدافع وهو الذى أراد أن يهاجم ويحسن من حيث أراد أن يسىء. وإذا نظرت إلى ما يحدث هذه الأيام من دعوات إلى التظاهر ضد الحكومة أو النظام ستجد نفس الأخطاء، حيث ينسب إعلامنا تلك الدعوات إلى الإخوان المسلمين مدفوعاً فى ذلك بالرغبة فى نفى وجود معارضة وطنية له فى الشارع. تتلخص مطالبها فى رفض التفريط فى السيادة الوطنية على جزء من أرض الوطن. أو ضد الغلاء وتردى مستوى المعيشة، أو ضد سياسات القمع التى تمارسها الأجهزة الأمنية بحق المواطنين. فهل كان الإخوان المسلمون ضد ذلك كله؟ لو كانوا كذلك فعلاً لاستحقوا التأييد والمناصرة والتجاوب مع دعواتهم. فليحى الإخوان حيث أراد الإعلام أن يرفع شعار يسقط الإخوان.

هكذا يقع الإعلام بكل أجهزته فى خطأ تبييض صفحة الإخوان من حيث أراد أن يزيدها سواداً، عاملاً على إزالة كل الحواجز النفسية التى أدت إلى عزل الجماعة عن بقية قوى الحراك الاجتماعى، وأبقتهم فى نظر الجموع الشعبية جماعة منبوذة تعمل وفق أجندة خاصة لا تلقى غير الرفض من بقية القوى الثورية. هكذا وقعت أجهزة الإعلام فيما وقعت فيه أجهزة الحكم كلها من ارتباك وتخبط. وغياب المنهج والرؤية الصحيحة. لتجد نفسها - ونحن معها - فى الاتجاه المعاكس لأهدافها. والمطلوب الآن عاجلاً ومُلِحاً وقفة صريحة مع النفس يتحمل كل طرف فيها مسؤوليته الوطنية بصدق وإخلاص.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية