أرجو ألا يخرج الوزير مجدى عبدالغفار، من وزارة الداخلية، قبل أن يكون قد دخل التاريخ بالفعل.. أمام الوزير مهمة كبرى، وهى إعادة الداخلية مؤسسة مهنية محترفة ومحترمة.. ولا يحدث ذلك إلا بتطهير الوزارة من الذين يسيئون إليها، سواء كانوا ضباطاً أو أمناء أو أفراداً.. وقد بدت بوادر التطهير فى قضية عصابة الدكش.. الأمر الآخر هو استمرار إجراءات التقاضى ضد أكاذيب وكالة رويترز!
ولو فعلها الوزير عبدالغفار سوف يدخل التاريخ مرفوعاً على الأعناق.. الآن وزارة الداخلية لديها مهمة حماية الجبهة الداخلية فى جو ملبّد، وكانت تلتزم الصمت إزاء أبنائها الفاسدين.. أيضاً كانت تحاول أن تمشى جنب الحيط، فلا تدخل فى نزاع مع أى جهة، حتى لا تفتح عليها أبواب الجحيم، إلى أن سقطت وكالة رويترز فى مستنقع الأكاذيب.. قالت إن ضباط شرطة ومخابرات وراء مقتل الشاب ريجينى!
نعرف أن هناك «خيانة»، لكن ليس إلى هذا الحد، ونعرف أن هناك «خونة» لكن ليس بهذه الطريقة.. قطاع التفتيش بوزارة الداخلية هو من كشف عن خيانة بعض ضباط اشتغلوا «ناضورجية» لعصابة الدكش.. وهو من أعلن الخبر، وهو من كشف المتورطين مقابل ملايين مع تجار المخدرات.. لكنهم سقطوا.. فهل هناك خونة يهددون سمعة مصر بأخبار «ملفقة»؟.. القضاء سيكشف «هؤلاء» أيضاً!
فلو مضى الوزير فى حملة التطهير فنحن معه، ولو مضى فى إجراءات التقاضى ضد رويترز فنحن معه.. الفارق كبير بين حرية الرأى والتعبير، ونشر الأكاذيب.. أتمنى أن تطلب الوزارة 100 مليون جنيه تعويضاً، حتى تُفلس هذه الوكالة، وحتى تتعظ وكالات أخرى، لا تقل عنها عدوانية.. للأسف يجعلون الجيش منصة للتنشين، وينشرون الأخبار الكاذبة ضده.. فلماذا «نتسامح» مع الوكالات الأجنبية؟!
أى عقل، وأى منطق يقول إن ضباط شرطة ومخابرات قتلوا ريجينى؟.. من هى هذه المصادر المطلعة؟.. منذ متى تقول المخابرات هذا الكلام؟.. كيف عرفت رويترز؟.. ما هو الدليل؟.. هل هى مصادر بتوع البطاطا؟.. هنا ينبغى أن تدفع رويترز الثمن غالياً.. ولو أدى الأمر إلى طردها من مصر.. قلت نريد أن تعمل الداخلية بثقة كاملة.. هذه الثقة لن تتأتى إلا إذا كانت تمارس «دورها الشرطى» بحرفية ومهنية!
التطهير شىء أساسى.. بشرط ألا تكون فيه شبهة الانتقام، ولا تصفية الحسابات، ولا انتهاز الفرص، خاصة بعد حوادث الأمناء كل يوم، فضلاً عن تورط بعض الضباط مع عصابات المخدرات، فى منطقة المثلث الذهبى، وعلى رأس هؤلاء لواء تقاضى ثلاثة ملايين جنيه رشوة.. هذه فرصة ذهبية للتطهير.. فليكن المثلث الذهبى فرصة للقضاء على الخونة.. ولا أقصد بكسر اليد فقط، ولكن بكسر الرقبة أيضاً!
الفاسدون والخونة هم الذين كسروا «عين الداخلية» على مدى سنوات.. ومن هنا طرمخت أحياناً.. وتطرفت أحياناً أخرى.. نريد جهازاً شرطياً مهنياً ومحترفاً.. فقط يعمل للوطن.. يحافظ على الأمن، ولا يتجاوز على الحريات.. نريده جهازاً واثقاً من نفسه.. يقول لرويترز أنت كذابة، ويضرب صوابعه فى عينيها، دون خوف!