يفشل الوزراء فى مصر لأنه مطلوب منهم ٤ أشياء:
- وضع رؤية (أين نحن الآن والهدف الذى نريد أن نحققه فى خلال مدة زمنية محددة).
- وضع استراتيجية (الخطوات التنفيذية للوصول إلى الهدف).
- قدرة على الإدارة ومهارات قيادية للتنفيذ.
- الإلحاح المستمر لطلب ميزانية وكفاءات وآليات تنفيذ لتحقيق هذه الرؤية، (فالوزير فى مصر يبدأ بدون ميزانية يستطيع توجيهها كيفما يشاء لتعيين من يريد وتنفيذ المشاريع والبرامج اللازمة- عليه بالرجوع لوزارة المالية. فمثلا وزير الصناعة يحتاج ميزانية لجذب الكفاءات وتطوير المناطق الصناعية. يحتاج على الأقل ١٠ أضعاف الميزانية الحالية المتاحة لتطوير المناطق الصناعية).
فالوزير مطلوب منه المستحيل. فى الدول الأخرى كل ما هو مطلوب منه هو مهارات قيادية للتنفيذ فقط ولا يضع رؤية ولا يضع استراتيجية. فهو مطلوب منه فقط التنفيذ. وذلك شىء أساسى.
ولذلك لا تظلموا الدولار الذى ارتفع، أو الوزراء فى الحكومة الحالية أو السابقة، ولكن العيب علينا فى عدم وضع خطة ملزمة للجميع.
والعيب علينا فى عدم تنظيم أنفسنا، وعدم إعطاء الوزراء ورؤساء الهيئات الأدوات اللازمة للنجاح.
لن ننجح بالتكليفات، ولكن سننجح بخطة ملزمة للجميع يتم فيها حساب العائد على الاستثمار لكل المشاريع وإعلان الرقم للجميع، ومقارنة المشاريع ببعض ووضع أولويات.. ببساطة كم تصرف الدولة على هذا المشروع، وكم تحقق من إيرادات مالية.
الموضوع سهل لأن كوريا واليابان والصين وماليزيا سبقتنا بتنفيذ خطة ملزمة ونجحت وتطورت.. الخطة كانت واحدة لكل هذه الدول.. هى خطة مبنية على زيادة الصادرات.. مصر تحقق الآن ٢٢ مليار دولار صادرات، بينما وصلت اليابان إلى ٧١٠ مليارات دولار، وكوريا إلى ٥٧٣ مليار دولار، والصين إلى ٢٣٠٠ مليار دولار (١٠٠ ضعف صادرات مصر)، وماليزيا إلى ٢٣٤ مليار دولار. لا تتركوا الوزراء يفكرون كثيرا فى وضع رؤيتهم واستراتيجيتهم.. أعطوهم خطة مبنية على تنمية الصادرات للوصول إلى صادرات ماليزيا قبل ٢٠٣٠، وإلى ثلث صادرات ماليزيا عام ٢٠٢٠، (أى تنمية الصادرات من ٢٢ إلى حوالى ٧٨ مليار دولار سنويا أو قرب ذلك)، واتركوا لهم التنفيذ وسينجحون.. أما غير ذلك فبالتأكيد لن ينجحوا.