x

طارق الشناوي تدشين على ربيع نجما قادماً للشباك في «حسن وبقلظ»!! طارق الشناوي الجمعة 22-04-2016 21:08


أن تكون على موجة الناس هي منحة خاصة وومضة استثنائية، تحدث كل بضع سنوات، أن تجد فنانا ينفذ إلى أعماقهم بدون استئذان، من الممكن أن تلمح ذلك من خلال مؤشر واضح وصريح وهو شباك التذاكر، الرقم في النهاية (الترمومتر) الذي يحدد اتجاه البوصلة في السينما، لا تتوقف شركات الإنتاج كثيرا أمام ما يكتبه النقاد ولا يعنيها في كثير أو قليل المنظمات والجمعيات المتخصصة في الأمومة والطفولة التي كثيرا ما تدلى بدلوها في كل ما نشاهده، يظل الرقم فقط هو الذي يملك البرهان، لاحظت فعلا أن هناك درجة من التجاوب والتفاعل بين الشاشة والجمهور تشعرنى أن هذا النجم القادم سيتم تدشينه قريبا لينضم إلى زمرة هؤلاء الذين قرأوا الشفرة الصحيحة للجمهور. غالبا يتم ذلك بدون تعمد، فلا أحد يملك أن يقرر نظريا ما الذي من الممكن أن يُضحك الجمهور، الكوميديا هي أكثر الفنون التي يلعب مرور الزمن دوره المحورى في تغيير ملامحها من حقبة إلى أخرى ولهذا وأنت مطمئن تستطيع أن تقرأ كيف أن الرقم يدشن نجما كوميديا أو يكتب كلمة النهاية لنجم آخر، وهكذا رأيت حالة من التجاوب الصاخب والساخن مع على ربيع في فيلم (حسن وبقلظ) تشير إلى أننا بصدد مشروع نجم جماهيرى، أكرر مشروع لأن الذي يحيله إلى حقيقة هو الفيلم الثانى، مهما كانت نقطة البداية قوية لا نتيقن منها إلا بعد الخطوة الثانية.

إسماعيل ياسين وفؤاد المهندس وعادل إمام ومحمد هنيدى ومحمد سعد وأحمد حلمى، هم نجوم الإيرادات في السبعين عاما الأخيرة أتحدث بالطبع داخل دائرة الكوميديا فقط، والفارق بينهم هو في القدرة على الاستمرار، تلعب الموهبة بالقطع دورا ولكن ذكاء الاختيار يلعب دورا أكبر، أظن أن الثانية هي التي تؤكد أو تنفى ذلك، مهما كان الرقم في البداية لافتا فهو لا يشير ولا يؤكد، إذا لم يحمه عقل قادر على الاختيار.

عندما حقق فيلم (إسماعيلية رايح جاى) 15 مليون جنيه في الشباك، متجاوزا ضعف الرقم الذي كان يحققه وقتها عام 1997 عادل إمام، كان هذا بمثابة إرهاصة قوية لتغيير واضح في مذاق الناس للتجاوب مع روح جديدة للكوميديا، لو عدت للأفيش ستجد أن محمد هنيدى كان يحل ثالثا بعد محمد فؤاد وحنان ترك وسابقا فقط لخالد النبوى بينما أثناء عرض الفيلم وبناء على طلب الجماهير، تم تعديل الأفيش بعد عدة أسابيع ليأتى اسم هنيدى ليس فقط تاليا لفؤاد بل موازيا له.

أدرك الجميع ماعدا محمد فؤاد ولا يزال بعد مرور كل هذه السنوات غير مدرك تلك الحقيقة، وهى أن هذا هو جمهور هنيدى، وأن الشفرة الكوميدية قد تحققت من خلاله، صحيح أن الجمهور في الأسبوع الأول قطع التذكرة من أجل فؤاد إلا أنه في الثانى وما بعده كان يقطعها بحثا عن ضحكات هنيدى، صحيح هناك إرهاصات لا يمكن إنكارها في مسرحيات وأفلام أسبق لهنيدى ولكنها اكتملت في (إسماعيلية) ثم تأكدت بعدها في (صعيدى في الجامعة الأمريكية) الذي اقترب في الشباك من رقم 30 مليونا، لن أحدثكم بالتفصيل عما فعله عادل إمام لكى لا يقهره الرقم ويتخطاه الزمن فلقد استوعب بسرعة الصدمة الرقمية ودرس الأمر بعناية وقرر أن يلاعب هذا الجمهور الجديد بنفس مفرداته، ولكن هذه حكاية أخرى.

الاسم الثانى الذي دخل في المارثون (اللمبى) 2002 أقصد بالطبع الفيلم وبطله محمد سعد حيث صار هناك كما يقولون في علم النفس (ارتباط شرطى) بين اللمبى وسعد الذي بدأ رحلة الصعود الرقمى بعد خمس سنوات من انفراد هنيدى بالقمة، جاءت قنبلة سعد وكان قد قدم إرهاصة في فيلم (الناظر)، المنسوب بالطبع لعلاء ولى الدين، (اللمبى) واكب في نفس الوقت ترنح إيرادات محمد هنيدى في فيلم (صاحب صاحبه) وهو نفس ما حدث بعدها مع محمد سعد في (كتكوت) و(بوشكاش) وأخواتهما ليبدأ قبلها أحمد حلمى بعدد من الإرهاصات الرقمية مثل (ميدو مشاكل) ثم يحتل القمة في (كده رضا) 2007، عوامل فنية وشخصية أبعدت حلمى قليلا في آخر عامين عن المقدمة الرقمية، فهل كانت تلك المرحلة فرصة لبزوغ نجم آخر في الـ 27 من عمره وهو على ربيع، أرى (حسن وبقلظ) هو يحمل تلك الإرهاصة، لا أتصور أن هنيدى أو سعد لديهما قدرة على الصمود الزمنى، حالة سعد مستعصية أكثر، فما يمارسه هو نوع من الانتحار الفنى ولهذا ينتقل من هزيمة سينمائية إلى هزيمة تليفزيونية ولا يكتفى بهذا القدر بل يتوجه مسرعا إلى هزيمة ثالثة برامجية، بينما هنيدى يؤدى نفس الشخصية طوال السنوات الأخيرة، فهو برغم تخطيه الخمسين من عمره لا يزال يؤدى دور الشاب الذي ينتظر العروس حتى لو اضطر إلى التأكيد على أنه تأخر قليلا في الزواج إلا أن المشهد الرئيسى دائما أنه في انتظاره العروس أو ليلة العرس ولا يزال يسير بقوة الدفع بما له من رصيد سابق لم ينفد بعد. حلمى هو الأذكى في قراءة الخريطة والأكثر إلماما بطبيعة الحياة الفنية، والأطول عمرا على الشاشة بين نجوم هذا الجيل، لأنه أكثرهم تحررا من الخوف من الرقم والدليل عدد من أفلامه تجاوز فيها القيود التي تسيطر على النجم فهو لديه قدرة على المغامرة. بالمناسبة النجم لا يصعد ويقترب للناس في عمل فنى متكامل بقدر ما يحدث التلامس من خلال شرارة التلاقى بعيدا عن مستوى العمل الفنى، ملحوظة كانت ولا تزال الإضافات الخاصة لنجم الكوميديا تلعب دورا مؤثرا في تحقيق ذلك، راجعوا مثلا لعادل (رجب فوق صفيح ساخن) ليس فيلما بقدر ما هناك فنان أصبح على الموجة مع الناس، وكان لعادل قبل رجب العديد من الارهاصات على خشبة المسرح وأمام كاميرا السينما.

على ربيع في فيلم (حسن وبقلظ) بطولة مشتركة مع كريم فهمى حيث يؤديان دور توأم ملتصق، سبق للسينما العالمية قبل نحو 13 عاما أن قدمت فيلم (ملتصق بك) بطولة مات ديمون وجريج كينيار، إخراج بوبى فاريللى، الفيلم المصرى الذي أخرجه وائل إحسان لم يشر أبدا للأصل الأمريكى، صحيح أنه حرص على أن يضع في النسخة المصرية الملتصقين في مواقف مغايرة ولكن الحالة العامة ولاشك متأثرة بالأصل الأجنبى خاصة أن روح المعالجة واحدة وليس التفاصيل. الجزء الذي يصدم مشاعرى كإنسان هو السخرية من مريضة بشلل يمنعها من الحركة والكلام. أدت دور الجدة يسرا اللوزى والذى صدمنى أكثر أن الجمهور كان يضحك كثيرا على تلك المشاهد والمفروض أنها تثير الشفقة ولكن يبدو أن هناك تغيرا في مشاعر الناس، لا أدرى حقيقة الأمر كيف حدثت كل هذه الغلظة في مشاعرنا.

السيناريو الذي كتبه كريم فهمى وهو شقيق الفنان أحمد فهمى أحد أفراد الثلاثى مع هشام ماجد وشيكو وقدموا العديد من الأفلام أنجحها (الحرب العالمية الثالثة) قبل عامين وكان على ربيع يؤدى دورا صغيرا في هذا الفيلم، السيناريو الذي كتبه كريم يلعب فقط بمنطق (الإيفيه).

البناء الدرامى يضع مجرد شخصيات لتحريك الصراع بدون حتمية ولا حتى جهد في البحث عن تبرير، مثل شخصية أحمد فؤاد سليم فهو متواجد فقط لتسخين العلاقات ولكن لا منطق ولا ضرورة.

وائل بالطبع واحد من أهم مخرجى الكوميديا في هذا الجيل ويجيد الحرفة ولديه حس كوميدى عال تستطيع أن تلمحه في أفلام مثل (اللمبى) و(اللى بالى بالك) و(ظرف طارق) وغيرها، صحيح أن أسوأ لقاءاته هي تلك التي جمعته مع عادل إمام في فيلم (بوبوس) سينمائيا و(أستاذ ورئيس قسم) تليفزيونيا ولكن هذه قصة أخرى ليس الآن مجال كشفها.

الفيلم يعتمد في تواصله مع الجمهور على قدرة على ربيع على إثارة الضحك، بينما كريم فهمى (لا حول له ولا ضحكة)، ومن الواضح أن هناك إضافات عديدة لا دخل فيها سوى لعلى، كما أن بالفيلم قنبلة كوميدية قادمة هي مصطفى خاطر وكالعادة يتألق الوجه الجديد أس أس. ووقف خلفهم برسوخ وأداء خاص له بصمة مميزة وعصرية بيومى فؤاد.

تستطيع أن ترى حالة جديدة في مصنع الكوميديا من خلال منصتين شاركتا في إطلاق فنانى الكوميديا خلال السنوات الأخيرة (مركز إبداع) يقوده خالد جلال و(تياترو مصر) لأشرف عبدالباقى، الفيلم هو إرهاصة لنجم كوميدى قادم هل تكتمل أم تتعثر علينا أن نترقب التجربة الثانية، الكرة الآن في ملعب على ربيع!!

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية