«أبلة فاهيتا» لو نار ما أحرقت مكانها، ولكن قضية «الجزيرتين» تحرق قلب البلد، والرد على «أبلة فاهيتا» سهل وميسور وبالقانون، لا يستاهل غضبة أعضاء مجلس النواب أبدا، ولا التحقيق مع النائب «سمير غطاس» إن اعترض وتحفظ على هجمة النواب على الإعلام، ولكن الرد على الرئاسة فى قضية الجزيرتين هو الواجب الوطنى بعينه.
«أبلة فاهيتا» ليست أزمة بأى حال، لا تصنعوا منها أزمة، دعوا «أبلة فاهيتا» تثرثر، من ذا الذى يأخذ بكلامها، البرلمان ينتفض لوأد «عروسة ماريونيت»، لا تصغروا من قامة البرلمان لحدود قامة «أبلة فاهيتا»، الناس تنظر إليكم، لماذا تنظرون تحت أقدامكم، الوطن يحترق تحت ناظريكم وأنتم تنظرون إلى «أبلة فاهيتا».
قضية «أبلة فاهيتا» حتى لا تستاهل لفتة برلمانية، هذا برلمان مصر الكبيرة يا سادة، لا تستفزه عروسة لسانها طويل، ولكن يستنفر البرلمان الألسنة التى طالت تشكك فى القيادة السياسية، والمظاهرات التى خرجت رافضة غاضبة لإعادة الجزيرتين.
البيت يحترق والعروسة تخرج لسانها تغيظ النواب، تحك أنوفهم، كرامة المجلس ونوابه على العين والرأس، ولكن رأس الأمر وذروة سنامه هو كرامة الوطن والمواطن، متى ينصرف اهتمام مجلس النواب إلى الدفاع عن حقوق المواطن بقدر نفرته دفاعاً عن كرامة أعضائه النواب ولهم كل الاحترام.
الواجب الوطنى الذى يقرره الدستور، والتكليف الرئاسى الذى قال به الرئيس، يحتمان على رئيس مجلس النواب الدكتور على عبدالعال أن يدعو المجلس إلى جلسة طارئة، يقرر فيها على أعين الشعب تشكيل لجنة قومية من ثقاة وطنيين مؤتمنين فى مهمة وطنية «موقوتة» ليقفوا على الحدود ليتبينوا ترسيم الحدود، ويدققوا الخرائط ويتفحصوا الوثائق، ويعقدوا جلسات استماع لكل من يملك شهادة، وتنتهى إلى قول فصل يعتمده مجلس النواب تصويتا علنيا أمام الشعب متحملاً مسؤوليته الوطنية كاملة وبشجاعة.
أخشى أن يتأخر مجلس النواب والوقت يداهمنا، العجلة ليست أبداً ودائماً من الشيطان، ومظاهرات 25 إبريل تأتى مسرعة، والحشد لها جارٍ على قدم وساق، لماذا لا يسارع المجلس بنظر الاتفاقية، لماذا لا يرسل رسالة بعلم الوصول إلى الغاضبين أن قضية الجزيرتين على جدول الأعمال، قضية وطن، ليست قضية قسم من الشعب فى مواجهة قسم آخر، هى قضية الشعب كله ممثلا فى مجلس الشعب، وكلنا فى الهم وطنيون.
فتح ملف الحدود فى مجلس النواب تكليف عاجل حتى لا يطمع من فى قلبه مرض، ترسيم الحدود قضية مصيرية، ومحل شقاق عنيف، لم نر الوطن منقسماً هكذا على قضية مثل الحدود، القضية ليست الحدود المصرية- السعودية، هناك الحدود المصرية- القبرصية، والحدود المصرية- اليونانية، وأخيراً الحدود المصرية- السودانية، السودان يطلب تحكيماً دولياً فى «حلاليب وشلاتين»، دون وقفة نيابية ترعوى للمصالح الوطنية العليا، تعتبر لاعتبارات الأمن القومى المصرى، سيظل التشكيك قائماً، والقيل والقال كقَرص الزنابير.
الغضب الشعبى ساطع، واليقين غائب، والتكليف الرئاسى صدر، «مرروها أو لا تمرروها»، هكذا حمّلكم الرئيس الأمانة، لماذا ينشغل المجلس أو يتشاغل عن حمل الأمانة بسفاسف الأمور، لماذا تحتل «أبلة فاهيتا» مقدمة جدول الأعمال، ويصدر عن المجلس بيان، لم يصدر مثله فى قضية الجزيرتين، فلتذهب «أبلة فاهيتا» كما ذهبت «أم عمرو»، الحدود قضية وطن، أبلة فاهيتا عروسة ماريونيت.
وسارعوا، هل أتاكم حديث الحدود، هل أتاكم حديث مظاهرات «25 إبريل»، هل أتاكم حديث البسطاء فى قعور البيوت، هل لديكم رفاهية الانتظار؟.. ما دون قضية ترسيم الحدود يجوز عليه التأجيل، قضية الجزيرتين أولوية، الناس تنظر إليكم، فلماذا تغضون البصر، وأنتم تشاهدون أبلة فاهيتا؟!