x

ياسر أيوب أبلة فاهيتا ومبروك ومؤامرة الأهلى ياسر أيوب الجمعة 08-01-2016 22:02


تحتمل نتائج مباريات كرة القدم كثيرا من التفاسير والتحاليل والدلالات والمعانى.. هناك نتائج عادية وطبيعية أو غير متوقعة وصادمة ومربكة.. هناك نتائج أسبابها اجتهاد وإخفاق لاعبين ومدربين أو إحباط نفسى وانهيار يكتمل أثناء اللعب أو حتى قبل بدايته.. وبالتالى تحتمل نتيجة مباراة الأهلى والشرطة أمس الأول الكثير من التفاسير والاحتمالات وأسباب فوز الأهلى بسبعة أهداف مقابل ثلاثة أهداف للشرطة.. لكن غير المحتمل وأظنه غير المقبول أيضا أن نجد من يفسر هذه الهزيمة بأنها جزء من تفاصيل المؤامرة الماسونية الكبرى على مصر قبل ذكرى الخامس والعشرين من يناير.. أو أنها جريمة جنائية وأخلاقية وكروية ارتكبها فتحى مبروك فى حق فريق الشرطة الذى يقوده فنياً.. فعقب نهاية تلك المباراة بدقائق قليلة خرج سامح أبوالعرايس عبر صفحته يؤكد أن هذه النتيجة رسالة من الماسونية العالمية لكل المصريين.. فالأهلى كما قال أبوالعرايس هو النادى الذى أسسه الماسونى إدريس راغب، وألتراس الأهلى يطلقون على أنفسهم لقب ديفيلز أى شياطين، وشركة فودافون التى ترعى الأهلى هى شركة ماسونية أصلاً.. أما نادى الشرطة فهو الشرطة المصرية، والمباراة أقيمت على أحد ملاعب الجيش المصرى.. والنتيجة تعنى أن الماسونية ستُسقط الدولة المصرية وتهزم جيشها وشرطتها انتقاما لسقوط الإخوان وفشل المؤامرة الماسونية فى 3 شهر 7، وهى نفس النتيجة التى انتهت بها المباراة..

ولم أكن لأهتم بمثل هذا الهزل والعبث لولا أنه أصبح تفكيرا يحتل عقول كثيرين طاردهم الإعلام مؤخرا بالمؤامرات الكونية والماسونية وحروب الجيل الخامس والسادس عشر.. فلا إدريس راغب هو الذى أسس الأهلى ولا ألتراس الأهلى شياطين ماسونيون مهما اختلفنا بشأنهم، ولا فودافون شركة ماسونية.. وقد تضحك أنت الآن لمثل هذا الخيال الجامح والساذج لكن هناك حولك من يصدق حتى ما هو أكثر من ذلك جموحا وجنونا وسذاجة، ومنهم من سبق له أن قدم بلاغا للنائب العام ضد أبلة فاهيتا باعتبارها عميلة للماسونية.. أما التفسير الآخر والخاص بفتحى مبروك فلا أفهم أو أقبل المنطق الذى استند إليه أصحاب هذا التفسير.. فالشرطة لم يفز بأى مباراة هذا الموسم ولم يجمع فى 11 مباراة سوى 7 نقاط.. أى لم يكن فريقا قويا ومتماسكا ثم انهار فجأة نتيجة التآمر والتفويت..

وسبق لفتحى مبروك نفسه أن قاد الأهلى للفوز على الشرطة نفسها بخمسة أهداف نظيفة، أى أكثر من فارق الأربعة أمس الأول.. فهل كان ذلك أيضا مؤامرة.. ولمصلحة من ترويج هذه الاتهامات الكاذبة وسط أجواء مشحونة مقدما بالتوتر والغضب.. وهل أصبح فوز الأهلى على الشرطة حدثا كرويا تلزمه مؤامرات وصفقات وتربيطات غير مشروعة؟.. وأنا أصدق فتحى مبروك حين قال بعد المباراة إن نقص خبرات لاعبيه والأخطاء الساذجة لحارس مرماه كانت السبب فى هذه الهزيمة الثقيلة التى لم يكن مبروك يتوقعها.. وكل من سيرى هذا التفسير الآن مجرد نكتة أو استعراض لخفة الدم سيدرك فيما بعد أن كل كوارثنا الكروية بدأت بمثل هذه النكات والاستعراضات.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية