x

أسامة خليل الأهلى والقوات المسلحة والكلام الممنوع أسامة خليل الأربعاء 06-01-2016 21:26


لم أكن أتصور أن جنون الكراهية والحقد والانتقام من الأهلى ومجلسه سيصل إلى الدرجة التى ندفعه دفعاً ونقذفه قذفاً للصدام مع المؤسسة العسكرية والتعالى على قواتنا المسلحة والقبول بإهانة رموزها لنلعب بالنار مع مؤسسة طالما حافظت على استقرار البلاد، ودفعت- ومازالت- من أرواح أبنائها شهداء ضحوا بأنفسهم للحفاظ على وحدة واستقرار البلاد وحمايتها من الوقوع فى مستنقع الفتنة والعراك المسلح بين أبنائها.

فقبل أن ينتهى المؤتمر الصحفى الذى عقده مجلس إدارة الأهلى، مطلع الأسبوع الحالى، طيرت أغلب المواقع الصحفية ومن بعدها البرامج التليفزيونية الموجهة ضد الأهلى تصريحاً مستفزاً للمهندس محمود طاهر يقول فيه إن الأهلى لم يعتذر للمؤسسة العسكرية وإن ما صرح به الكابتن زيزو فى هذا الشأن يعبر عن وجهة نظره الشخصية وليس مجلس الإدارة. وللحظة الأولى انزعجت واندهشت واعتبرتها حماقة، ولكننى سرعان ما انتبهت إلى أن رئيس النادى الأهلى تحديداً لا يمكن أن يخرج على لسانه هذا الكلام، ليس فقط لمعرفتى برأيه أو بسعيه الدؤوب منذ تولى المسؤولية لحل هذه الأزمة، ولكن لعلمى بأنه تربى فى منزل عسكرى من الطراز الرفيع، ومنزله كان يزوره الفريق العظيم محمد فوزى والمشير الجمسى وغيرهما من القادة العظام الذين صنعوا أمجاد المؤسسة العسكرية بعد ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢، أصدقاء والده اللواء حسن طاهر، أحد مؤسسى المخابرات الحربية، ومدير أمن وزارة الحربية والإنتاج الحربى.

وحتى أقطع الشك باليقين عدت لأسمع ما قاله فربما يكون أصابه مس من الجنون فجأة وغير رأيه وتخلى عن أصله العسكرى وسمعت ما قال وهو كالتالى:

«فيما يخص المؤسسة العسكرية والاعتذار لها فإن علاقتنا بالمؤسسة العسكرية كـ(نادى أهلى) لا اعتذارات لأن الأهلى لم يخطئ فى حقها، والمؤسسة العسكرية (موضوع غير قابل للنقاش فى هذا الوطن)، المؤسسة العسكرية كلنا نحترمها وهى جزء من النادى الأهلى، والأهلى جزء منها، وكلنا جزء من نسيج هذا الوطن، واعتذار الكابتن زيزو هو تعبير عن رأيه ورأى قطاع الكرة ورأى النادى الأهلى فى سوء تفاهم وقع من بعض الجماهير فى فترة المجلس السابق (ومجلس الإدارة يساند زيزو فى كل ما قاله)».

والكلام كما سمعته كان معبراً وصادقاً وليس فيه أى خطأ أو تكبر أو تعالٍ، بل كان قاطعاً حازماً لا لبس فيه، ولكن الصورة التى تم تصديرها فى المواقع والبرامج جاءت غير ذلك، حيث اكتفوا بتصدير الجزء الأول من جملته بأن الأهلى لم يعتذر للقوات المسلحة ورفع باقى الكلام أو كُتب على استحياء، فربما تُستفز المؤسسة العسكرية وتخرج لتنتقم وتطالب بإزاحة الأهلى حتى يشفى غليلهم، وحدث ما أرادوا بالفعل، حيث تراجع استاد برج العرب عن استضافة مباريات الأهلى فى الدورى، فليس مهماً مصلحة الأهلى أو صورة القوات المسلحة والحرص على كيفية الحفاظ عليها من جرها لمشاكلنا الخاصة، لكن المهم أن يحققوا رغبتهم حتى ولو على سبيل الحقيقة المسجلة بالصوت والصورة فى مؤتمر صحفى.

ولأن التوتر أصابهم والجنون ضرب عقولهم وماتت ضمائرهم خرج أحدهم يقول إننى على علاقة نسب مع اللواء أسامة سامى، مدير الأهلى فرع مدينة نصر.

ويبلغ التضليل مداه والرغبة فى الوقيعة بين الأهلى والمؤسسة العسكرية عندما تجد مذيعا أهلاويا ومعه موظف سابق، استبعد من موقعه فى عهد المايسترو لشكوك لا مجال لذكرها الآن، يدعيان أن مدير عام الأهلى فرع مدينة نصر، وهو أحد رجال القوات المسلحة المحترمين، جاء لمنصبه بالواسطة أو المحسوبية.

وبغض النظر عن أن الكلام محض هراء لا صحة له من قريب أو بعيد فإننى أجدها فرصة عظيمة للتعريف بمن هو هذا الرجل، والدقة التى يراعيها محمود طاهر فى اختيار القيادات الجديدة للأهلى والمواصفات التى يشترطها وأبسطها نظافة اليد، وهى صفات قد لا تعجب المذيع وضيفه، فاللواء أسامة سامى، المتهم، هو من ضباط القوات المسلحة وترقى لأرفع وأخطر وأهم المناصب فيها، وهو رئاسة مخابرات حرس الحدود، ثم نائباً لقائد القوات، وبعد أن ترك الخدمة فى مطلع العام الماضى رُشح لكفاءته وثقة المؤسسة العسكرية فى خلقه وسلوكه وتفانيه فى العمل لمناصب رفيعة وحساسة، ولكنه فضل العمل فى النادى الذى يحبه براتب أقل بكثير مما يستحقه شخص فى مؤهلاته، تخيلوا رجلا ارتقى لهذه المناصب ووثقت فيه المؤسسة العسكرية لهذه الدرجة يعين مدير فرع النادى الأهلى ولا يعجب هؤلاء الكارهين!!!

نعود إلى الأزمة النفسية بين الأهلى والقوات المسلحة، وهى إحدى الأزمات التى خلفها حسن حمدى ومجلسه، وواحدة من الفواتير التى لم تُدفع حتى الآن، وقعت المشكلة فى مباراة الأهلى وتوسكر فى دور الـ١٦ بالبطولة الأفريقية باستاد برج العرب فى أغسطس ٢٠١٣، عندما رفعت جماهير الألتراس لافتات مسيئة للقوات المسلحة والشرطة وهاجمتهما بشكل مهين على خلفية اعتقادهم أن الجيش والشرطة لم يوفرا الحماية لجماهير الأهلى فى مذبحة استاد بورسعيد، وهو موقف كان يتوجب الاعتذار فى حينها، ولظرف أو آخر لم تحل المشكلة، ويبقى السؤال: هل سيظل يُعاقب الأهلى والقطاع الأوسع من جماهيره يعاقبون لخطأ ارتكبته مجموعة فى لحظة غضب أو طيش أو سوء فهم، ووقت كانت الدولة فيه منفلتة وليس الألتراس وحدهم؟

■ ■ ■

لم أكن أتوقع أن الجملة التى كتبتها فى الأسبوع الماضى ونصحت فيها السيد وزير الشباب بأن يريحنا ويقوم بتعيين كل الطامعين والطامحين والكارهين والمشتاقين فى مجلس الأهلى المعين، ستثير كل هذا الجدل وستفتح لها ساعات فى برامج تليفزيونية وصفحات على «فيسبوك»، وكاد يخرج من يتهمنى بالكفر والإلحاد لأننى وضعت الخطيب بين الأسماء وكأنه شخص معصوم من الخطأ والاقتراب منه ذنب لا يُغتفر، ووجدت من يحفز ويستثير الناس ويعرض أهداف الخطيب ومهارته، وكأننى كنت أتحدث عنه كلاعب، ولهؤلاء أقول:

أولا: أنا لا أعبد أصناما، وليس هناك إله إلا الله، وغير ذلك فكلنا بشر خطاؤون، والخطيب مثلنا يخطئ ويصيب، وعن نفسى أعتبره هو وحسن شحاتة أعظم من أنجبتهم الملاعب فى كرة القدم، وللحق فإن الاثنين يتمتعان بخلق رفيع وأدب واحترام شديدين.

ثانياً: لا أحد فوق النقد طالما قبل أن يعمل فى العمل الإدارى أو العام، والخطيب ليس استثناء من هذه القاعدة مهما كان حبنا له كلاعب، بدليل أن أبوتريكة الذى لُقب بالقديس وأمير القلوب انقسم الناس عليه، وبعضهم غضب منه إلى حد الكراهية لآرائه وتحيزه فى بعد الفترات لتيار سياسى أو دينى، وطالما أن الخطيب وافق على دخول العمل العام وتولى مناصب إدارية فى الأهلى فعليه هو ودراويشه، أو من يستخدمونه ويستغلون اسمه فى حربهم لتدمير الأهلى، أن يبحثوا عن إجابات لأسئلة معلقة وقت أن كان نائباً لحسن حمدى، كيف ترك النادى مديوناً بما يقرب من ١٦٠ مليون جنيه؟ ومن المسؤول عن المديونيات التى بلغت ٦٠ مليون جنيه للاعبى الكرة؟ وكيف ترك مرافق النادى ومنشآته منهارة، وموظفيه لهم ٦ أشهر متأخرة من رواتبهم؟

وقبل التسرع فى الإجابة عليهم أن يبحثوا وضع النادى الحالى والذى يرأسه شخص لم يلعب الكرة، حيث تم سداد ٨٥٪ من مديونية فريق الكرة، و٦٥٪ من مديونية الأهلى فى عهد مجلس حسن- الخطيب، وتم صرف ١١٥ مليون جنيه على فريق الكرة هذا الموسم، منها ٦٠ مليونا تعاقدات، و٥٠ مليونا مقدمات عقود ورواتب، أما فيما يخص المنشآت وتطوير الأهلى، وحتى يكون نادى القرن اسماً وفعلاً ومظهراً، فتم صرف ١٠٠ مليون جنيه على المنشآت فى عام ونصف العام، وسُددت الضرائب ليكون الأهلى هو المؤسسة الرياضية الوحيدة التى توفى بالتزاماتها، وهى إنجازات لم تتحقق بالسحر أو الشعوذة أو الاستيلاء على المال العام، بل بالعمل الإدارى المحترف.

■ ■ ■

تغيير ثلاثة أجهزة فنية للزمالك فى ١٠ مباريات، وتعيين جهاز فنى من كوكتيل النجوم (ميدو وحازم ومدحت عبدالهادى وعبدالحليم على)، كلها مؤشرات تقود إلى نتائج سلبية، ولكن وفقاً لتجربتنا مع الزمالك الموسم الماضى فكل شىء ممكن وإنا لمنتظرون.

■ ■ ■

المذيع الحاقد، والوزير السابق متعدد الأنظمة «إخوانى، وطنى، حب مصر، كره مصر»، أقاما حفل تقطيع على شرف النادى الأهلى، ولهما أقول: الحاقدون للحاقدات، والكارهون للكارهات، والكاذبون للكاذبات، والمشتاقون للمشتاقات، وكلهم إلى الـ«trach» سلة المهملات.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية