بعد انقضاء الحرب العالمية الثانية، وميلاد نظام عالمي جديد أخذ طابع القطبية الثنائية، في شكل دولتين عظميين هما الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة، في الظهور وبدأتا التنافس الملحوظ في سائر المجالات مما كان إيذانًا بما عرف باسم «الحرب الباردة»، التي تشكلت على خلفيتها مجموعة من الأحلاف العسكرية التي كان أحد أقطابها المعسكر الشيوعي والآخر المعسكر الرأسمالي.
واستقطب كل معسكرعلى حدة الدول الحليفة له أما الجانب الآخر من المشهد العالمي فقد شهد حركات تحرر واسعة تمثلت في استقلال جزء كبير من المستعمرات الواقعة في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، وكانت هذه المستعمرات بعد تحررها قد تطلعت كدول مستقلة لاحتلال مكان ما في هذا المشهد بعيدًا عن الانحياز لأي من المعسكرين، وكانت هذه الدول ملتفة حول مشتركات واحدة كان على رأسها رغبة هذه الدول الناهضة في فكرة عدم التبعية لأي من المعسكرين، وأن تكون بمنأى عن هذه الحرب الباردة.
وأخذت هذه الدول تبحث عن صيغ مختلفة وجديدة لعلاقاتها بالدول الأخرى، وكانت البداية في سعي الدول الآسيوية لتأسيس منظمة إقليمية تجمعها، ففشلت الفكرة في نيودلهي عام ١٩٤٣ ثم كررت الهند وباكستان وإندونيسيا المحاولة، ودعت لعقد مؤتمر فكان المؤتمر الآسيوى الأفريقى (أو مؤتمر باندونج ) الذي اجتمع بناء على دعوة حكومات بورما وسيلان والهند وإندونيسيا وباكستان، في باندونج «زي النهارده» في 18 واستمر حتى 24 إبريل 1955، وفضلا عن الدول الداعية، فقد اشتركت في المؤتمر 24 دولة أخرى.