تألق اللاعب لاما كولين مع نادى إنبى في مباراته الأخيرة أمام نادى النصر في كأس مصر وأحرز هدفاً من ثلاثة أهداف تأهل بها إنبى إلى دور الـ 16 من المسابقة.. ولم تكن المرة الأولى التي يثبت فيها كولين أنه لاعب متميز ويملك الموهبة واللياقة والقدرة على إحراز الأهداف، وكثيرًا ما أرهق الأهلى والزمالك وكل الأندية الكبيرة..
وعلى الرغم من ملامحه الأفريقية والأوراق الرسمية التي تؤكد جنسية اللاعب القادم من دولة غينيا.. إلا أن اللاعب لم يأت من غينيا محترفاً ليلعب كرة القدم في مصر.. إنما كان يعيش أصلاً في مصر طالباً يواصل دراسته بمدينة البعوث الإسلامية.. وجاء به أحد الوكلاء يوماً ما لعلاء عبدالعال، مدرب الداخلية.. مجرد طالب أفريقى يحب كرة القدم..
اختبره علاء عبدالعال واكتشف فيه الموهبة ورأى فيه مواصفات المهاجم الذي يحتاجه فريقه.. فتعاقد معه وبدأ لاما كولين رحلته مع الشهرة والمال واحتراف كرة القدم.. وهى بالتأكيد حكاية جميلة واستثنائية أمام عشرات الحكايات الأخرى التي تتعرض فيها للنصب والاحتيال أندية مصرية كثيرة في الدرجتين الثانية والثالثة من الدورى الكروى العام.. حيث يأتى الوكلاء والسماسرة بطلبة أفارقة سمر البشرة من مدينة البعوث الإسلامية لمسؤولى ومدربى هذه الأندية باعتبارهم محترفين أفارقة.. وتتعاقد الأندية مع هؤلاء اللاعبين إما من باب الوجاهة الكروية باعتبارها أندية تتعاقد مع محترفين أفارقة مثلها مثل الأهلى والزمالك.. أو من باب المصلحة، حيث العمولات والسمسرة والمال غير المعلن لمسؤول أو مدرب مرورًا بوسطاء كثيرين.. وكل من يتابع مباريات دورى الدرجتين الثانية والثالثة ستفاجئه الأسماء والملامح الأفريقية التي تلعب ومعظمها لا تملك موهبة كروية حقيقية.. والمشكلة الحقيقية هنا أن المصدر الأساسى لهذا المال ليس إيرادات النادى الذي لا يملك أصلًا أي موارد.. إنما هي أموال الدولة التي يمنحها وزير الرياضة أو السيد المحافظ.. فكلها أندية فقيرة تشكو طول الوقت احتياجها للمال والدعم..
وبالتالى نملك كلنا الحق في التساؤل عن ضرورة ومبرر قيام هذه الأندية بالتعاقد مع لاعبين أفارقة، سواء كانوا طلبة قادمين من مدينة البعوث أو محترفين حقيقيين قادمين من مختلف البلدان الأفريقية.. فكل فرصة ينالها لاعب أفريقى في الدرجتين الثانية والثالثة أحق بها شباب مصريون يحبون كرة القدم ويلعبونها..
وكل الأموال التي يتقاضاها هؤلاء الطلبة أو اللاعبون الأفارقة أحق بها شباب مصريون يمكن أن تصبح كرة القدم هي غالبا مصدر رزقهم الأساسى وأحياناً مصدر رزقهم الوحيد في زمن الإحباط والبطالة.. وأظن أن الاتحاد المصرى لكرة القدم يملك الحق والسلطة في قرار يمنع الأندية المصرية من التعاقد مع أي لاعبين غير مصريين إلا الأندية التي تلعب في الدورى الممتاز فقط..
فالأضواء كلها في هذا الدورى والإعلام والعيون والمتابعة والمراقبة.. وبالتالى لن يجرؤ مسؤول ومدرب ووكيل وسمسار على التلاعب والنصب والتحايل..
إنما سيكون هناك لاعبون حقيقيون يجرى البحث عنهم والتعاقد معهم، سواء جاءوا من أفريقيا أو حتى من مدينة البعوث.