x

صرخة من جيل السبعينيات

الأحد 17-04-2016 21:47 | كتب: اخبار |
خدمة شكاوى المواطنين  - صورة أرشيفية خدمة شكاوى المواطنين - صورة أرشيفية تصوير : بوابة الاخبار

أيها السادة، نحن جيل السبعينيات، جيل عاش الأمل وحب البلاد، وطرق جميع الأبواب حتى وصل به الحال أن يتمنى حاليا أن يصل إلى باب المطار، ويغادر أم الدنيا!.. لن ندفن رؤوسنا فى الرمال يا سادة.. إننا جيل عاصر حراكًا سياسيًّا كبيرًا.. إنه جيل تبدل عليه خمسة رؤساء!.. جيل عاش لحظات جميلة لم ولن ينساها.. جيل كان يتمنى الخير للجميع، ويحترم الكبير، ويعطف على الصغير، لا ينطق بألفاظ مشينة.. جيل احترم معلميه فى كل مراحل التعليم، ومازال يتذكر أسماءهم حتى الآن.. جيل تمتع بقنوات التليفزيون المصرى وكانتا قناتين لا غير.. جيل كان أقصى سهره أمام التلفاز أو خارج منزل الأسرة حتى الساعة 12 مساء.. يا سادة أنا فى مقتبل الأربعينات حاليًّا لا وظيفة حاليًّا.. لا أمل عندى ولا اهتمامات.. لا يوجد عندى حاليا أغلى من بنتَى الاثنتين.. يا سادة لا تدفعونى للتنازل عن مبادئى واحترامى لنفسى، والالتجاء إلى ما لا تحمد عقباه، وفعل ما يغضب الله!.. لا أريد أن يكون مصير ابنتى مثل أبيهما.. إننى أكتب ويعتصرنى الألم حيث أرى بلادى تتمزق.. مسؤولون دون المستوى.. تجار دين يملأون الساحة.. والخلاصة تمخضت الحكومة فولدت فأرا!.. ماذا فعلنا بالتعليم؟.. ماذا فعلنا بالصحة؟.. ماذا فعلنا بالتموين؟.. ماذا فعلنا فى الاقتصاد؟ ماذا فعلنا لإعادة القيم والأخلاقيات؟ ماذا فعلتم يا سادة؟ لقد حطمتم البلاد بأيديكم، وليس بيد أحد آخر.. جيلى وصل إلى الأربعينات من عمره، ولم يحقق حتى نسبة بسيطة من أحلامه، أو بالأصح لم يحصل على حقوقه!.. يا سادة شكر الله سعيكم، فقد قمتم بما لا يستطيع أى عدو غاشم القيام به، لقد دمرتمونا.. يا سادة ليس الموت أن يدفن جسد الإنسان تحت الرمال، ولكن الموت هو أن تدفن رأسك فى الرمال!.

محمد على

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية