فى العادة ينقسم الإعلاميون الفالصو إلى نوعين من الكائنات الراغبة فى خدمة الأسياد.. وخدمة الأسياد ضرورة أساسية حتى تستمر السلطة تضع الحَب والماء لهم فى الحظيرة.. أقول ينقسمون إلى نوعين: وحْشُمُر وجَحْشُمُر.
النوع الأول (وحشمر) هو الذى يخرج على الناس يقول لهم: نعم نحن متوحشون ولا نحترم القانون والدستور وأعلى ما فى خيلكم اركبوه، نحن عملاء لأى أحد ترضى عنه السلطة، لذلك فإننا لا نتردد فى بيع الأرض والعِرض إذا ما نادى المنادى لأن هذا هو سبيلنا لإثبات حبنا الذى لا تفهمونه للوطن!. هذا النوع هو الذى يهدد الناس قائلاً: أرضنا ليست أرضنا وأى شخص يتجرأ ويقول العكس فهو خائن لدينه وأهله ووطنه!.. وهذا النوع أيضاً هو الذى يضع جزمة كبيرة فوق رأسه، ثم يأخذ صورة مع الحذاء ليتشرف بوضعها على بروفايله فى الفيس بوك. وقد تجد من فصيلة الوحشمر بعض الفنانين والرياضيين من النوع الشرس النهاش الذى لا يعرف أين تقع تيران وصنافير، لكنهم يعرفون أنهما ليستا مصريتين!.
وهؤلاء جميعاً توجد منهم نسخ أقل أهمية متمثلة فى بعض المكوجية والسماسرة فى جامعة الدول العربية بالمهندسين، ووجود هؤلاء ضرورى من أجل السهر على مزاج الأشقاء من بنى يَعرب والاطمئنان على أن البضاعة صابحة والأصناف عال العال!
أما النوع الثانى، وهو فصيلة الجحشمر، فهو يتكون من العقلاء والحكماء الذين يعطون الناس الإبر ويظنون أن ضرب الإبر فنّ يحتاج إلى مهارة وخبرة لا يمتلكها سواهم، وهؤلاء رغم ارتمائهم فى أحضان السلطة إلا أنهم ينتقدونها أحياناً لأنها تبالغ كثيراً فى الاعتماد على بنى وحشمر أكثر من اعتمادها عليهم هم، وهذا فى رأيهم يتسبب للسلطة فى كوارث ما كان أغناها عنها لو أنها اعتمدت أكثر على آل جحشمر. هذا النوع هو الذى نصح السلطة فى قضية ريجينى أن ترمى للطلاينة أحد الضباط حتى ينتهى الموضوع ويتم تقفيل القضية.. وهؤلاء طبعاً لا يهمهم الحق أو العدل، لكن تعنيهم مصلحة السلطة وقدرتها على البقاء والاستمرار، على الأقل من أجل أن تكفل لهم الحماية بعد أن ذهبوا بعيداً فى بيع كل عزيز!. وهذا النوع الثانى هو الذى عاب على الحكومة مفاجأة الناس بالتنازل عن الجزيرتين دون تمهيد.. هم لا تعنيهم مصرية الأرض، لكن ما يهمهم هو أن تتحلى الحكومة بالحنكة والدهاء حتى تقوم بتلبيس الشعب القميص بالمقلوب وإغرائه بالزواج من هنومة!.. قضية هؤلاء ليست أن الأرض عِرض ولكن قضيتهم هى سوء الإخراج الحكومى وقلة نسبة الفازلين المستخدم، وهو ما أدى إلى تسلخات يئن منها الشعب. لسان حال هؤلاء هو أن بيت المهمل يخرب قبل بيت الظالم، ولما كانوا لا يريدون لبيت الظالم أن يخرب أبداً فإنهم يبدون القلق من النزول المفاجئ على رؤوس الناس بالقرارات دون تمهيد.. هم لا يعنيهم التفريط لكن تشغلهم القلوظة، ولا يعنيهم حبات التراب والرمل المختلطة بالدماء، لكن يشغلهم ضعف الإتقان فى الكذب.. يستكثرون على مرزوق أنه حصل من شيخ الجزيرة على الكثير مقابل السلطانية، لذا فإنهم يعملون على إعادة السلطانية لمرزوق فى مقابل أرضه مع إقناعه بأن ماما حلوة!.