x

عباس الطرابيلي البحث.. عن سائح بديل عباس الطرابيلي الجمعة 15-04-2016 20:52


مادام الرئيس الروسى بوتين يصر على وقف سياح بلده عن زيارتنا.. فماذا لا نبحث عن السائح البديل.. أم هى عقدة الخواجة مع السياحة.. ولماذا نفضل السائح الأجنبى.. على السائح العربى مثلاً، رغم أن السائح العربى «يدفع» أربعة أمثال ما يدفعه السائح الأجنبى الغربى؟.. كما أننا لا نحترم السائح المصرى كما يجب، وليس عندنا إلا القول بسوء سلوك السائح المصرى مع البوفيه المفتوح.. وأن المصرى يملأ طبقه بما لا يأكله.. بينما السائح الغربى يأخذ ما يأكله فقط.. هى فعلاً «عقدة الخواجة»!

والسائح العربى يدفع مثلاً 300 دولار فى الليلة الواحدة، بينما يدفع الغربى نفس المبلغ ليقضى عندنا أسبوعاً كاملاً فى فنادق الخمسة نجوم: يركب الطائرة، وينام، ويأكل، ويشرب، ويلعب، ويسبح بل يمارس، «الصرمحة»، كما أن السائح العربى يهوى شراء المنتجات المحلية، بينما «الغربى» لا يشترى إلا زجاجة المياه فقط لا غير.. حتى لو كان سلوكه مهذباً، واسألوا كل المسؤولين عن فنادقنا الفاخرة، فى شرم والغردقة.. والقاهرة، إذ بات الفندق المصرى يرحب بالأجنبى حتى لو طلب منا «لبن العصفور»، ولا يرحب بالسائح المصرى، وإن قنع بأقل القليل، وهو كذلك، وربما أغلى أمانيه عشقه للجمبرى الجامبو.. ويقزقز كابوريا.. وقد يقبل الفندق «مجموعة أجنبية» ليعمل بحوالى 200٪ من طاقته الفندقية.. ويرفض استقبال السائح المصرى.. الذى يدفع أكثر.

وربما رجال السياحة عندنا لم يفهموا حتى الآن عشق السائح العربى للمحافظة على خصوصيته، وإذا كان بعضهم يقبل الإقامة فى الفنادق.. فإن أكثريتهم يفضلون الشقق السياحية الفندقية، لأن السائح العربى يجىء بكل أسرته.. ليقضى بيننا فترة أطول، بل مدة أكبر مما يقضى السائح الأجنبى «أبوالمبلغ المحدد»، وهنا تربح الشركة الأجنبية - فى بلادها - أكثر مما يربح الفندق المصرى، وينعم السائح الذى «يجلس ويتربع ويشير» لنطيع كل أوامره بكل شىء، مقابل أقل سعر.. لا تقبله فى أوروبا أو فى الشرق الأقصى إلا فنادق النجمة الواحدة.

وأرى أن العيب فينا، وهو - أو هى - عيوب عديدة تستغلها شركات «الجروبات» أو المجموعات السياحية الموردة للسياح إلينا.. وهنا أطرح: لماذا لم نتعلم من الدول التى دخلت عالم السياحة حديثاً فى العالم، مثل تايلاند، والملايو، وسنغافورة.. وجزيرة بالى فى إندونيسيا.. لكى نعرف كيف نجحت فى جذب حصة كبيرة من السياحة إليها.. ليس فقط بحكايات «التدليك» والمساج التى شاعت عندهم، ولكن - وهذا هو الأهم - أنهم عرفوا ماذا يريد السائح الذى لم يعد مجرد سائح يبحث عن السياحة الثقافية.. ولا يبحث فقط عن السياحة الترفيهية.. أو العلاجية.. أو حتى «سياحة هشك.. بشك» ولكنه يبحث عن كل ذلك.. بشرط أن نؤمّن له كل تواجده فى بلادنا، وهذا ما يتحجج به قيصر روسيا فلاديمير بوتين.. وله الحق.. حقاً.. سياحة بملاليم.

ويعلم كل العاملين عندنا بالسياحة أن الدول الجاذبة للسياح فى الشرق الأقصى، وجنوب شرق آسيا، ينفق السائح الأجنبى هناك أيضاً على الشراء.. من المنتجات المحلية، حتى لو كانت مجرد أصداف بحرية، وإذا عرفنا «جيداً» ماذا يريد السائح العربى - بعيداً عما يشاع من أكاذيب - فإن علينا أن نعرف أن السائح العربى ينفق على السياحة العلاجية فى العالم حوالى 27 مليار دولار سنوياً.. وأنهم يجدون فى الشرق الأقصى ما يطلبون.. فإننا يمكن أن نحصل على حصة كبيرة، بداية من التمريض فى المستشفيات هناك.. وفى المنتجعات، وليس فقط على حكايات ألف ليلة وليلة حول جلسات المساج الشهيرة.. هنا يمكن أن تزيد حصتنا من السياح العرب.. ونحن لا نحصل فقط إلا على أقل من عشرة ملايين سائح فى العام.. ويذهب الأكثر إلى الشرق الأقصى.

■ ■ لماذا نظل نتباكى على السائح الروسى «أبونكلة» الذى يخرج «الفلس من تحت الضرس» ولا نبحث عن السائح العربى الذى ينفق.. ويعشق مصر؟.. لماذا نجرى وراء سائح الـ300 دولار فى كل الأسبوع، ولا نبحث عن السائح العربى الذى يدفع هذا المبلغ فى ليلة واحدة؟.. هى فعلاً عقدة الخواجة.. ولماذا لا نبحث عن السائح البديل.. والعربى هو الأقرب إلينا؟ يا عالم.. قليل من التفكير.. كثير من التغيير.. وحسن الإدارة والتخطيط!! وبلاها سياحة روسية.. ولا شروط بوتين.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية