تظل حركة الإخوان المسلمين من أهم الحركات الإسلامية فى العصر الحديث على مدى 72 عاما منذ أن أسسها «البنا» عام 1928، فى مدينة الإسماعيلية ثم انتقل بها إلى القاهرة واتسعت لتشمل كل أنحاء مصر، ثم تجاوزتها لدول أخرى فكانت هذه الدعوة بمثابة مدرسة أثرت وانتشرت فى المجتمع المصرى والعربى وبعض الدول الإسلامية، وكانت حكومة النقراشى باشا قد بدأت فى اتخاذ إجراءات قمعية ضد الإخوان المسلمين، بعد حرب فلسطين وصدر قرار الحكومة بحل جماعة الإخوان المسلمين ومصادرة ممتلكاتها، وذلك فى الثامن من ديسمبر 1948. وأعقب قرار حل الجماعة اعتقال أفرادها وقيادتها وسحب القوة الموجودة فى الخطوط الأمامية فى فلسطين ووضعهم فى المعتقلات، وفى فترة حل الجماعة وانفراط عقد الإخوان وفقدان السيطرة على الأفراد قام الإخوان باغتيال النقراشى باشا رئيس الوزراء الذى أصدر قرار الحل، وقد استنكر «البنا» هذا الحادث فى بيان شهير بعنوان «ليسوا إخوانًا وليسوا مسلمين»، غير أن هذا لم يحل دون اغتيال «البنا» فى 12 فبراير 1949، ليتعاقب على مقعد المرشد العام مجموعة من المرشدين كان أولهم المستشار حسن الهضيبى بدءا من 1951، وفى دراسة لـ«أبوالعلا ماضى» أن هذه المرحلة استمرت حتى عام 1954، حيث وقع الصدام الثانى فى تاريخ الجماعة بينها وبين عبد الناصر إثر محاولة اغتيال عبد الناصر فى ميدان المنشية بالإسكندرية، فتم حل الجماعة للمرة الثانية فى مثل هذا اليوم 29 أكتوبر 1954، وظل قرار حل جماعة الإخوان ساريا إلى أن توفى جمال عبدالناصر فى 1970، ليبدأ الإخوان عهدا جديدا مع الرئيس أنور السادات، حيث بدأ بالإفراج عن الإخوان منذ عام 1971حتى أفرج عن الجميع فى عام 1975. ويقول ماضى إن المرحلة الأخيرة فى عمر الجماعة بدأ ت منذ ذلك الحين حتى الآن حيث فترة إعادة بناء الجماعة وانتشارها مرة أخرى، وبالرغم من أن حسن الهضيبى المرشد الثانى للإخوان استمر مرشدا حتى وفاته عام 1973، وكانت هناك بعض الأنشطة المحدودة فى هذه الفترة، فإن البداية الحقيقية لعودة جماعة الإخوان مرة أخرى فى مصر هى مع اختيار عمر التلمسانى عام 1976 وحتى الآن، أى أكثر من خمسة وعشرين عاما، وقال ماضى إن التنظيم الذى تشكل من خلال دعوة الإخوان المسلمين لم يكن على مستوى نجاحها، بل أخفق كثيرا فى تحقيق أهدافه، خاصة فى الفترات التى تلت اغتيال «البنا».