قال الدكتور مصطفى الفقى، الكاتب والمفكر السياسى، إن جزيرتى تيران وصنافير سعوديتان بحكم المراسلات المتبادلة بين مصر والمملكة حولهما، وإن الطرفين فضلا عدم إثارة الموضوع حتى لا تنتهز إسرائيل الفرصة وتسعى للتفاوض المباشر بشأنهما.
وأضاف «الفقى»، فى حوار لـ«المصرى اليوم»، أن اتفاقية ترسيم الحدود ستعرض على البرلمان، وأن له حق رفضها أو قبولها، مؤكداً أن الحفاوة التى استقبل بها أعضاء مجلس النواب الملك سلمان تعبر عن قبولهم الاتفاقية.. وإلى نص الحوار:
■ أثارت الاتفاقية التى أعلن عنها الجمعة الماضى بشأن ترسيم الحدود بين مصر والسعودية جدلا واسعا، ما رأيك؟
- كنا نسمع دائما فى العقود الأخيرة عن مناطق حدودية محل جدل، وعن جزيرتى تيران وصنافير، فهما سعوديتان بحكم المراسلات المتبادلة بين مصر والسعودية حولهما، ولكن الطرفين فضلا عدم إثارة الموضوع حتى لا تنتهز إسرائيل الفرصة وتسعى للتفاوض المباشر بشأنهما، وبالفعل تمكنت مصر من استردادهما فى المرحلة الثالثة من المفاوضات وانتهاء الاحتلال الإسرائيلى فى سيناء، وبغض النظر عما يتردد من اتفاقية لندن 1840 بين محمد على والقوى الأوروبية التى حجمت ملكه هو وزوجته فى حدود الدولة المصرية، وجعلت تيران وصنافير جزءاً من الخريطة المصرية، إلا أن المكاتبات بعد ذلك والاتصالات منذ حكم الملك عبدالعزيز آل سعود والملك فاروق عام 1950 اعتبرت الجزيرتان سعوديتين، ولم يجادل الجانب المصرى فى ذلك من قبل، واستعادة السعودية الجزيرتين تعنى تلقائيا قبولها وراثة الالتزامات المصرية مع إسرائيل تجاه وضع الجزيرتين.
■ البعض ردد أن أصول جزيرتى تيران وصنافير مصرية، فما تعليق سيادتكم؟
- كل طرف عليه تقديم أسانيده، المشكلة الحقيقية أنه لم يكن هناك تمهيد للشعب المصرى، وكان من الأفصل ألا يتزامن توقيع اتفاقية ترسيم الحدود مع الزيارة الناجحة للملك سلمان، لكن هذا ما حدث.
■ هل شاركت فى المكاتبات المتبادلة بين المملكة العربية السعودية ومصر آنذاك؟
- لم أتابع هذا الملف شخصياً ولكن كانت تصلنى معلومات من بعيد أن الجانب المصرى لديه رسائل رد على الطلب السعودى بعد إنكار سعودية الجزيرتين، وكان الوضع مستقراً على ذلك طوال السنوات الماضية، وربما أجل الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك والجانب السعودى موضوع الجسر بين البلدين الذى طرح مجدداً خلال زيارة الملك سلمان لمصر حالياً لحين حسم أمر الجزيرتين.
■ وما سبب إثارة الموضوع فى الوقت الحالى؟
- الأمر يرجع إلى رؤية البلدين من حيث ضرورة استفادة كل دولة من الثروات الموجودة فى الجزيرتين، حيث يقال إن بهما غاز طبيعى، فتريد البلدان الاستفادة منه، خاصة فى ظل الاتفاق على إنشاء جسر بين البلدين، ولكن كان لابد من التمهيد للرأى العام المصرى بالحقائق التاريخية حتى لا تحدث هذه البلبلة، خصوصًا أن النظام الحالى له أعداء كثيرون، على رأسهم جماعة الإخوان المسلمين، يريدون استثمار هذا الأمر على نحو غير صحيح.
■ وما تفسيرك لما قاله مسؤولون بوزارة التربية والتعليم بشأن أن المناهج تتضمن خرائط للجزيرتين دون تحديد تبعيتهما؟
- المناهج الدراسية ليست وثيقة للعبرة ولكن ما يتم الاستناد إليه هو المكاتبات بين وزارتى الخارجية المصرية والسعودية، فذلك هو المصدر الوحيد للتوثيق وعلينا الرجوع إلى وزارة الخارجية.
■ وفقا للدستور.. ما موقف البرلمان من تلك الاتفاقية وهل يجب الاستفتاء عليها؟
- سوف تدخل الاتفاقية للبرلمان وله أن يتداول الأمر بين أعضائه، وأن يقبلها أو يرفضها.
■ وما الذى سيحدث حال رفض البرلمان للاتفاقية؟
- الحفاوة التى استقبل بها أعضاء مجلس النواب الملك سلمان تشير إلى أنه لن يكون هناك رفض لهذه الاتفاقية.
■ نشر أحد المواقع المكاتبات المتداولة بين الخارجية المصرية والسفير عصمت عبدالمجيد، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، فهل اطلعت عليها؟
- لم أطلع عليها، وعلمت بهذه المكاتبات، وأنها لم تنكر حق السعودية فى الجزيرتين، ولكن مازلت أكرر أنه كان يجب التمهيد للرأى العام وإمداده بالمعلومات التاريخية لقصة الجزيرتين قبل زيارة الملك سلمان لمصر، واطلاع الشعب على تفاصيل المباحثات التى جرت بشأن ترسيم الحدود.