x

علي والي المشروع القومى لاستبدال 20 مليار دولار واردات علي والي الإثنين 11-04-2016 21:11


الدولار كان يعادل 80 قرشاً فى عام 1980، ووصل إلى 3.30 جنيه عام 1992، وإلى 6 جنيهات عام 2003، والآن وصل فوق الـ10 جنيهات بالسوق السوداء. للأسف هذه ليست نهاية المطاف، فالجنيه المصرى سيزداد انخفاضا مادمنا لا نعالج أصل المشكلة. نحن نصدّر بـ22 مليار دولار سنوياً، ونستورد بما قيمته 70 مليار دولار، أى يوجد خلل فى الميزان التجارى بما قيمته 48 مليار دولار. الطلب على الدولار أكثر من الموجود.

ما هو الحل؟ الحل هو مشروع قومى لمدة 3 سنوات بهدف استبدال 20 مليار دولار من الواردات بمنتجات محلية، وزيادة الصادرات من 22 مليار دولار إلى 60 مليار دولار قبل عام 2020.

كيف نبدأ؟ وما هى الخطوات التنفيذية للوصول للهدف؟

فى ماليزيا عندهم ما يُسمى ورش العمل delivery labs التى تعقد لمدة 6 أسابيع متصلة بـ25- 30 من الكفاءات من القطاعين الخاص والعام. يتم جمعهم فى مكان واحد ويعملون من 9 صباحاً إلى 6 مساء (8 ساعات عمل + 1 ساعة للغداء). يشارك المدعوون من القطاع الخاص بشكل تطوعى فلا يأخذون أجراً. سهل أن تقنع أى رجل أعمال بالحضور إلى ورشة عمل لمدة 3 ساعات أو حتى لمدة يوم كامل، ولكن صعب أن تقنعه بأن يحضر لمدة 6 أسابيع إلا إذا كان مقتنعاً أن ما سيقترحه سيتم تنفيذه، ولذلك لكى تنجح ورش العمل فى ماليزيا تم إرسال دعوة لكل مدعو من رئيس الوزراء يطلب فيها حضوره.

قبل بداية ورشة العمل يتم تجميع كل الدراسات التى تم عملها وتحضير خطة العمل والمشاريع المقترح مناقشتها خلال الورشة.

ماذا يحدث فى ورش العمل الماليزية؟ يتم عمل 3 أشياء:

- فى أول أسبوعين يتم تحديد الأهداف.

- تتم مناقشة المشاريع وطرح مشاريع جديدة للوصول للهدف.

- يتم وضع الكثير من التفاصيل وراء كل مشروع (عدد فرص العمل، الناتج القومى الإضافى، التكلفة... إلخ).

أهم عوامل النجاح هو حماس أعلى سلطة بالدولة لتنفيذ نتائج ورش العمل. فورش العمل من الممكن أن تنظمها وزارة الصناعة، لكن دون دعم رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وحماسهما لتنفيذ المقترحات فإن نتائج ورش العمل لن يتم تنفيذها كما هو متفق، وبالتالى لن يثق المشاركون فى جدية الدولة، وبالتالى لن تشترك الكفاءات وتعطى 6 أسابيع من وقتها.

المشروع القومى لاستبدال 20 مليار دولار من الواردات وزيادة الصادرات من 22 إلى 60 مليار دولار قبل عام 2020 هو أهم مشروع قومى يجب أن تركز حكومة مصر عليه الآن. والمقترح هو أن نبدأ بورشة عمل تجريبية Pilot delivery lab لوضع الخطوات التنفيذية للشباك الواحد للاستثمار. فداليا خورشيد، وزيرة الاستثمار، أعطت هذا الهدف الأولوية القصوى، ولكن كيف ستبدأ؟ وما هى الخطوات التنفيذية؟ لا ندرى لأنه لا توجد خطوات تنفيذية واضحة جاهزة للتنفيذ الآن. إذاً كيف سنبدأ تنفيذ الشباك الواحد الذى كان مفروضا أن ينفذ منذ عام 1997؟ الحل هو فى ورشة عمل لمدة 6 أسابيع يتم بها جمع كل الكفاءات لوضع الخطوات التنفيذية. فى الشركات الأمريكية تسمى حجرة الحرب War room. كلها أسماء ولكن الطريقة واحدة والهدف واحد. ننجح بالورشة التجريبية ثم نكررها بعد ذلك فى مجموعة ورش لكل قطاع واعد للتصدير (الملابس الجاهزة، الإلكترونيات، الصناعات الهندسية، الغذائية... إلخ)، لوضع المشاريع والبرامج الملزمة للتنفيذ للوصول إلى الهدف.

علينا أن نبدأ.

سيادة الرئيس، تدخلك ورعايتك شىء أساسى لنجاح هذا المشروع القومى الذى سينقذ مصر من الارتفاع المستمر للدولار.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية