x

محمد أبو الغار الشفافية ضرورة للمجتمع المدنى والأحزاب محمد أبو الغار الإثنين 11-04-2016 21:10


أجلس فى نيويورك وأشاهد وأقرأ التفاصيل الكاملة، البالغة الدقة لفضيحة الأموال المهربة إلى بنما والضالع فيها الرئيس بوتين ووالد رئيس وزراء بريطانيا وعشرات من الحكام الحاليين والسابقين بينهم علاء مبارك، وهناك الآلاف من الأسماء التى سوف تتوالى عن شخصيات هامة فى بلادها ولكنها غير معروفة عالمياً.

إن بطن العالم كله أصبح مفتوحاً والموضوع لم يعد متروكاً للتاريخ ليفضح اللصوص بل أصبحت الفضيحة محتمة وفورية فى كل مكان فى العالم، وستتبعها محاكمات محلية الآن وربما دولية فى المستقبل.

وطننا الغالى ملىء بالفساد الذى عشش وتفجر منذ عصر مبارك ولا يبدو أن هناك نية أو موقفا حقيقيا من الدولة لوقف هذا الفساد الكبير جداً والذى سوف ينتهى بنا إلى كارثة ونحن فى أضعف أحوالنا سياسياً واقتصادياً وأمنياً وعلاقتنا بجزء كبير من العالم قد توترت بشدة.

أعتقد أن الشعب المصرى يجب أن يدافع عن الوطن بكشف الفساد والضغط على الدولة لإيقافه ومحاولة قفل بطنه المفتوحة على نظافة حتى نبدأ فى علاج الكوارث المحيطة بنا. والسؤال من يكافح هذا الفساد العظيم؟

الجهة المنوط بها ذلك هى أجهزة الأمن والتى عليها أن تحول الأمر للقضاء ولكن الثقة فى الأمن حالياً معدومة لأن البعض يقول كيف يحارب الفاسدون بعضهم بعضاً؟ الصحافة والإعلام لهما دور هام ولكن بعضهم للأسف لا يثق فيه الناس. الأمر أصبح أساساً فى يد المجتمع المدنى المكون من الجمعيات الأهلية والأحزاب السياسية والنقابات العامة، ومعهم بالطبع الصحافة الوطنية.

منذ أسبوعين هاجمت الدولة فجأة المجتمع المدنى ولكن الأمر توقف إلى حين بعد الغضبة الشعبية الكبيرة بسبب اعتداء الدولة على جمعيات محترمة ولها تاريخ.

و فى الأيام القادمة ربما تحتدم المعركة مرة أخرى بين كل القوى المدنية والفساد ويلزم لذلك أن تكون كل القوى المدنية من جمعيات أهلية وأحزاب سياسية نقية وطاهرة اليد لتملك الشجاعة لاستكمال معركة إنقاذ مصر من الفساد وبحيث لا يمكن تهديدها ولا الضغط عليها.

أطلب من المناضلين المصريين المحترمين فى كل الجمعيات الأهلية المحترمة مثل جمعية النديم وجمعية نظرة ومئات الجمعيات العظيمة أن تقف يداً واحدة وتتأكد من عدم وجود فساد فى أية جمعية أهلية لأن ذلك ولو كان قلة سوف يضعف موقف جميع الشرفاء ويسىء للجميع. والأمر ينطبق أيضاً على جميع الأحزاب لأنها لن تستطيع الدفاع عن الحق والشعب وتقف تناضل إذا كانت هناك نقطة سوداء على الثياب النظيفة سواء فى تاريخها أو حاضرها. فمصر فى حاجة لكل مواطن ومناضل شريف، وبعد أن قرأت فى النيويورك تايمز تفاصيل رهيبة عبر ثلاثين عاماً عن شخصيات كانت تبدو محترمة وأخرى كانت عليها شبهات اكتشفت أن فى عالمنا الحالى كل شىء أصبح معروفاً ومفضوحاً لكل إنسان فى أى مكان من العالم. الموضوع لم يصبح تسجيل مكالمة تليفونية من بوليس محلى ليس لها قيمة، بل أصبح الأمر تسجيلاً لكل مكالمات البوليس المصرى وكبار رجال الدولة المصريين بواسطة قوى خارجية، وهو أمر لم أتخيله إلا بعد أن قرأت دلائل على ذلك قيلت بطريقة غير مباشرة فى الصحف الأمريكية بعد مقتل الشاب الإيطالى.

جمعياتنا الأهلية وأحزابنا ونقاباتنا هى صمام أمان هام للدفاع عن الوطن وضبط الفساد.. إذا تم اختراقكم من فاسدين أو أمنجية فهو خنجر فى ظهركم جميعاً. توقعوا تكملة الهجمة السابقة حين تسنح الفرصة للنظام فكونوا مستعدين ونحن جميعاً وراءكم.

قوم يا مصرى مصر دايماً بتناديك.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية