عبر وزير وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري عن صدمته أثناء مشاركته كأول وزير خارجية أمريكي لتكريم ضحايا القنبلة الذرية التي أسقطتها الولايات المتحدة على مدينة هيروشيما اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية، وقال: «تقطعت أحشائي، العرض كان صادما»، إلا أنه ذكر أن بلاده لن تعتذر عن قصف هيروشيما ونجازاكي بالقنابل الذرية.
وزار كيري مع نظرائه من وزراء خارجية مجموعة السبع متحف هيروشيما التذكاري للسلام الذي يمتلئ بصور ضحايا الهجوم النووي الأمريكي، الذين أصيبوا بحروق بالغة كما يعرض ملابسهم الممزقة والملطخة بالدماء إلى جانب تماثيل تذكارية تصف حالهم واللحم يذوب من أطرافهم. ويشكل المتحف شهادة محزنة على القصف النووي الأمريكي الذي دمر المدينة، وأودى بحياة 140 ألف شخص عام 1945، بجانب 74ألف آخرين قتلوا نتيجة سقوط قنبلة ذرية أخرى على نجازاكي.
وأفادت صحيفة «لو موند» الفرنسية، أنه بعد زيارة كيري للمتحف الذي يعكس حجم الكارثة بصورة قاسية، توجه وزراء خارجية دول مجموعة السبع إلى الحديقة المحيطة به، إذ وضعوا إكليلاً من الزهور على روح ضحايا هيروشيما، وقال كيري «ارقدوا في سلام ولكننا لن نعتذر».
ووفقًا لوسائل إعلام عالمية، صرح مسؤول يرافق كيري، بأنه إذا كنا جئنا للاعتذار فالجواب هو «لا»، مؤكدا أن الحكومة اليابانية لم تطلب الاعتذار. وكان الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن رفض الاعتذار عن ضرب هيروشيما بالقنبلة الذرية، وقال إنه لن يفعل ذلك أبدا.
وقال كيري لنظيره الياباني فوميو كيشيدا: «زيارتي لهيروشيما ليست حول الماضي، ولكن حول الحاضر والمستقبل». وتمثل واقعة هيروشيما وبعدها نجازاكي أبشع جرائم استخدام السلاح النووي في التاريخ، أصدر وزراء خارجية الدول السبع «إعلان هيروشيما»، طالبوا فيه بضرورة «إقامة عالم بلا أسلحة نووية»، وحذروا من «استفزازات كوريا الشمالية المتكررة»، والانتهاكات في بحر الصين الجنوبي والشرقي.
وأكد كيري، الذي قاتل في حرب فيتنام، أنه يؤيد نزع السلاح النووي قائلاً: «هذا يذكرنا بقوة وقسوة وأن واجبنا لا يقتصر على وضع حد لتهديد الأسلحة النووية بل علينا أن نفعل كل ما هو ممكن لتجنب الحرب». وقال وزير الخارجية الياباني فومي كيشيدا إن 11 إبريل 2016 «يوم تاريخي» لبلاده.
ودعا وزير الخارجية الصيني وانج يي إلى عدم الخوض في «الخلافات التاريخية أو حتى النزاعات على الأراضي»، وقال إن «ذلك لن يحل المشكلة بل سيؤثر على الأمن الإقليمي».
