أجرى وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، زيارة تاريخية لحديقة السلام بمدينة هيروشيما اليابانية، ليصبح أول مسؤول كبير من الولايات المتحدة يشارك في إحياء ذكرى ضحايا القنبلة الذرية التي ألقتها طائرة أمريكية على سكان هذه المنطقة، في 1945.
وإلى جانب كيري، حضر وزيرا خارجية بريطانيا وفرنسا، وهما قوتان نوويتان أخريان، إلى النصب التذكاري أيضا للمرة الأولى.
وشارك في الفعالية التي أجريت رؤساء دبلوماسية اليابان وكندا وألمانيا وإيطاليا، وذلك على هامش قمة وزراء خارجية دول مجموعة السبع التي تنظم في هيروشيما.
وزار الوزراء المتحف وحديقة السلام في هيروشيما وقاموا بوضع إكليل زهور على النصب التذكاري، الذي يخلد اسماء أكثر من 250 ألف ضحية سقطوا جراء أول قصف ذري في التاريخ نفذته طائرة أمريكية في أغسطس 1945.
وقبل الزيارة، أبزر كيري أهمية المشاركة في هذه الذكرى من أجل توطيد التحالف بين واشنطن وطوكيو والعمل على تعزيز التعاون المشترك، بحسب مصادر دبلوماسية.
من جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، إن هذا الحدث يمثل «إقرارا وتأكيدا لمسؤوليتنا من أجل تجنب الحرب في المستقبل والتزامنا لإيجاد حلول سلمية للمشكلات»، حسبما أوردت وكالة «كيودو».
وبعد زيارة حديقة السلام، من المتوقع أن يتم تبني قرار مشترك يسمى «إعلان هيروشيما» من أجل «بعث رسالة حاسمة لإيجاد عالم خال من الأسلحة الذرية» حسبما أوضح أمس وزير الخارجية الياباني «فوميو كيشيدا».
وترغب اليابان، الدولة الوحيدة التي كانت هدفا لهجوم ذري، في الاستفادة من رئاستها الدورية لمجموعة السبع من أجل إعطاء دفعة للحركة الدولية من أجل نزع السلاح النووي في العالم.
وفي السادس من أغسطس 1945 قامت الولايات المتحدة بإلقاء أول قنبلة نووية على هيروشيما، وفي التاسع من نفس الشهر ألقت ثانية على ناجازاكي، ما أجبر اليابان على الاستسلام في 15 من أغسطس، لتنتهي هكذا الحرب العالمية الثانية.
وأودت القنبلتان فور إلقائهما بحياة 80 ألف شخص في هيروشيما و74 ألفا آخرين في ناجازاكي، إلا أن العدد ارتفع بعشرات الآلاف خلال الأعوام اللاحقة بسبب آثار الإشعاع.