كنت أشترك فى المسيرات الحزينة والمظاهرات الثائرة لمصرع أيقونة الثورة «خالد سعيد».. بل كنت قبل الثورة أقف أمام المحكمة مع المتظاهرين ضد المأجورين! كنت أقترب من السبعين، وكنت حزينا للغاية متعاطفاً مع السيدة الفاضلة والدة خالد، وهى لا تعرفنى، ولكنى كنت أشاهدها كثيراً، فنحن نسكن نفس الحى ـ كليوباترا حمامات ـ منذ عشرات السنين، كما كان أولادى يعرفون خالد يرحمه الله. يا سيدتى أنا أعلم أن المُعزى ليس كالثاكل وأعلم مدى حزنك الذى لا ينتهى، وأعلم مدى وطنيتك، ولا أشك أنكِ تعلمين ما يحيط بمصر من دسائس ومكائد ومؤامرات، لذا فأنا عاتب عليكِ إرسالك رسالة إلى والدة الشاب الإيطالى جوليو الذى عثر على جثته بطريق الإسكندرية! يا سيدتى ليس هناك وجه شبه إطلاقاً بين مصرع خالد وجوليو، ولقد عُوقب المجرمون فى قضية خالد، حيث كان الأمر واضحاً جلياً، أما فى قضية جوليو فهى غامضة يحيطها الريبة، وتذكرى أننا مازلنا حتى الآن لا نعرف من قتل الرئيس الأمريكى جون كيندى!!.. إن هناك من يكره مصر، ويريد تدميرها اقتصادياً وسياحياً وأمنياً، ولقد جاءت عبارات برسالتك للأسف دليلاً قاطعاً على أن الثورة التى كان استشهاد خالد مبشراً بها لم تحقق شيئا حتى الآن، وما زالت مصر دولة ظالمة ليس بها أمن ولا أمان!!
محمد السيد رجب - مدير عام سابق- الإسكندرية