تصور بعض القراء أن هناك مبالغة فى قولى فى هذا العمود عدد الثلاثاء 29 مارس أن عدم وجود «سينماتيك» أو مكتبة للسنيما فى مصر «عار» يجب أن يمحى، وأن وجوده يلبى احتياجاً حقيقياً، ويمثل إنجازاً حضارياً.
وقد طالبنى وزير الثقافة بأن يخصص قصر عائشة فهمى فى الزمالك لإقامة السينماتيك، فعندما صادرته الدولة، خصص ليكون مكتباً لوزير الثقافة، ثم تحول إلى قاعات لعرض الفنون التشكيلية، وفى الزمالك العشرات من هذه القاعات، وبالتالى لن يضيف إلى هذه الفنون، ولكنه يضيف إلى فن السينما، وهى أيضاً من الفنون.
ولم يصدر أى تعليق من الوزارة، وأتمنى أن تقوم نقابة السينمائيين بالدعوة إلى تخصيص هذا القصر لإنشاء السينماتيك، وجمع التوقيعات من صناع ونقاد السينما وكل الفنون، ولدى ثقة كبيرة فى أن الفنانين التشكيليين سيكونون أول الموقعين لأن كل الفنون تتكامل، وهم يعرفون أن السينما فن.
كل يوم يمر دون إنشاء هذا السينماتيك تضيع فيه صورة أو كتالوج أو أى من وثائق السينما المصرية إلى الأبد بسبب التخزين السيئ وعدم حفظها على النحو العلمى الصحيح. أو تباع فيه وثيقة وتنقل خارج مصر، ولا لوم على أصحاب المجموعات الخاصة الذين اشتروها بأموالهم، ولم يجدوها على الأرصفة، طالما أن الدولة المصرية ممثلة فى وزارة الثقافة لم تنشئ السينماتيك الذى يجمع هذه المجموعات.
إن العثور على صورة فوتوغرافية أصلية لفيلم من الثلاثينيات الآن يعتبر من المعجزات، وخاصة بعد أن أصبحت الصور المطبوعة فى المعامل من «الآثار» فى عصر الصورة الديجيتال. وقريباً ومع استمرار عدم وجود السينماتيك سوف يصبح من المعجزات أيضاً العثور على صورة من فيلم من الستينيات أو حتى من التسعينيات. أو يكون على الباحث فى السينما المصرية أن يذهب إلى هذا البلد أو ذاك من البلاد العربية أو غير العربية، أو أى بلد ما عدا مصر.
وعلى سبيل المثال زارت مصر الأسبوع الماضى الباحثة الكويتية فى جامعة بيركلى فى كاليفورنيا شيخة مبارك، والتى تعد رسالة أكاديمية عن الديكور فى السينما المصرية، سألت عن سينماتيك فلم تجد، وعن متحف استديو مصر، أو أى استديو آخر، فلم تجد، وعن مراجع علمية فلم تجد سوى كتاب مجدى عبدالرحمن عن الراحل الكبير صلاح مرعى، حاولت العثور على تصميم ديكور واحد، فلم تجد، وعادت إلى أمريكا، وقالت إنها سوف تعود مرة أخرى إلى مصر لمواصلة البحث، ولكن لا لوم عليها إذا تراجعت عن موضوع بحثها وإذا لم يكن ذلك «عار» يجب أن يمحى، فماذا يكون؟!