x

أسامة كمال الشهيد جوليو ريجينى أسامة كمال الإثنين 04-04-2016 21:46


لا أهدف من هذا المقال السخرية من الشاب الإيطالى الذى وُجدت جثته تحمل آثار تعذيب فى مصر فى نهاية يناير الماضى، ولا أحاول الدخول فى قضية من عذّبه وقتله، لأننا تساءلنا كثيرا وظلت أصابع الاتهام موجهة إلى وزارة الداخلية حتى تثبت العكس.. ولكن الهدف من المقال مبدئيا هو محاولة فهم أسابب ربط حادث بآخر بشكل مستغرب، حيث خرجت السيدة ليلى مرزوق والدة خالد سعيد الذى كان مقتله سببا من أسباب اندلاع شرارة ثورة 25 يناير لتصف ريجينى بالشهيد وتعزى أمه لأنه ضحية تعذيب وقتل فى إشارة إلى ارتباط الحادثين على الأقل من ناحية الفاعل وأسلوبه.

السيدة ليلى قالت فى تسجيل مصور: «أنا بعزى أم الشهيد ريجينى وحاسة بيكى وبآلامك زى ما أنا لحد النهارده بتعذب علشان خالد وأنا بشكرك جدا لأنك هتهتمى بقضايا التعذيب فى مصر وهتكملى مشوار ابنك وربنا يقدرك عليهم يا رب.. ربنا يصبرك ويصبرنا ويصبر كل أم شهيد».. وحسب CNN الفيديو نقلته ناشطة سياسية مصرية اسمها سالى توما ولا أعرف إن كانت هى القائمة على التسجيل بنفسها أم أنها نشرته فقط ولكن هذا ليس موضوعنا.

موضوعنا هو أن نحتسب ريجينى شهيداً عند الله وله أجر الشهداء وهو فى عليين، أى فى السماء السابعة مع المؤمنين.. لا توجد لدى رغبة فى السخرية، ولكننى أشعر بالدهشة من كيفية الربط بين مقتل الشابين ومحاولة الربط بينهما مثلما المحاولات المتكررة والمستميتة لربط أحداث تدور اليوم بأخرى كانت تدور فى 2010 ومحاولة استنساخ وقائع بعينها تفتح الباب لتقديم نسخة جديدة من ثورة 2011.. ولا بأس فى ذلك، فهناك من استنسخ النعجة دوللى منذ عشرين عاما ونحن نعيش فى عصر الحريات..

ولكن حين مشاهدتى لفيديو السيدة ليلى مرزوق نقلنى اليوتيوب فور انتهائه إلى عدد من الفيديوهات مرتبطة- فى رأى يوتيوب- بهذا الفيلم كمشاهد من برنامج الاتجاه المعاكس على قناة الجزيرة قدمه مذيع المصرى، لا أتذكر اسمه، ولكنه أثبت لى أن هناك مذيعا أشد حقدا على بلده من فيصل القاسم السورى الذى كان يسعد لخراب بلاده، لأنه معارض حين شاهدت المذيع المصرى الذى يضع فى فم ضيوفه كلاما يقطر حقدا على كل ما يحدث فى مصر.. رأيت عضو مجلس شعب سابقاً ينتمى لجماعة الإخوان لا يوضع بعد اسمه أنه سابق ولا يقولها المذيع فى حالة تدليس مستهجنة ولكن غير مستغربة.. لماذا يكره المذيع أى خير لمصر؟ لأنه معارض.. ثم انتقل يوتيوب تلقائيا لسيدة مصرية كارهة لمصر على قناة أيمن نور ومعها شخص فى زى طباخ شامتة فى أى كارثة تحدث فى مصر ولمصريين.. لماذا؟ لأنها معارضة للنظام الحاكم؟ وشاركها الطباخ فى حالة فرح عارمة لأى مشكلة فى مصر.. لماذا؟ لأنه معارض.

من قال إن المعارضة تعنى الشماتة فى الشعب مع كل سوء يصيبهم؟ لأن عموم الشعب أيد من يعارضونهم لذا فقد حق علينا العذاب فى رأيهم.. المعارضة يا سادة هى أن تحاول كل يوم كسب المزيد من المؤيدين لأفكارك، لا أن تثير حفيظتهم بل واشمئزازهم منك لأنك فرح بكل مصيبة تأتيهم.. ولكن من حقك أن يقطر لسانك سماً للبلد لأنك تكره شخص رئيسها، فنفسك هى التى خلقها الله سوية وألهمها فجورها وتقواها.. فلما خاصمتم ظهر فجوركم ففجرتم وظهرت عليكم آية من آيات المنافقين وهى الفجور عند الخصومة.. فهنيئا لكم فجوركم أنتم ومن تمثلون وما بكم من مرض فى صدوركم ندعو الله أن يعفو عنا جميعا فلا يصيبنا ما أصابكم.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية