الفرحة والفوضى
كرم كردي
الإثنين 04-04-2016 21:46
كلنا كمصريين فرحنا بفوز المنتخب الوطنى لكرة القدم على نظيره النيجيرى، وبات منتخبنا على أعتاب كأس أمم أفريقيا 2017، المقامة في الجابون، بعد غياب عن 3 بطولات كأس أمم أفريقية. والحقيقة أننا اجتزنا نيجيريا بصعوبة ولكن بجهود اللاعبين وخبرة الجهاز الفنى، وتشجيع ودعوات الجماهير تعادلنا في الذهاب وفزنا في الإياب، وهى نتائج تساعدنا كثيرا في التصنيف العالمى. وبلاشك أنه أصبح لدينا قوام فريق جيد من الممكن أن يستمر لسنوات، وطبيعى الخبرة سوف تزيده ثقلا، خاصة أن عدد اللاعبين الموهوبين ليس بقليل، ولكن أتمنى من إعلامنا عدم الإسراف في تدليل المواهب صغيرة السن حتى لا نكرر مأساة العديد من المواهب التي كانت من الممكن أن تكون نجوما، ولكن انطفأت سريعا وغابت عن الملاعب دون أن نشعر بها.
فرحة الفوز على نيجيريا غطت على الفوضى التي لم أرَ مثلها في أي ملعب في العالم، رغم أن عدد الجماهير أقل بكثير من سعة الاستاد، ولكن سوء التنظيم وعدم تحديد أماكن وأرقام البوابات لحاملى التذاكر، ونحن إذ نشكر الداخلية على الموافقة على زيادة عدد التذاكر إلى أربعين ألفا، ولكن ذلك تسبب في ربكة للمنظمين، وكان من الممكن أن يتم استيعاب هذه الجماهير وتنظيمها في الخروج والدخول. ولكن مع الأسف الشديد استاد برج العرب ليس لأبوابه مخارج إلا على شارع واحد، وذلك يتسبب في أزمة مرورية وأزمة دخول وخروج الجماهير، بلاشك أن استاد برج العرب أضاف كثيرا إلى المنشآت الرياضية في مصر، ومن المؤكد أن القوات المسلحة قادرة على حل هذه الأزمة التي ربما تضطرك إلى عدم خوض مباريات من الممكن أن يمتلئ بها الملعب، وأن الدخول والخروج من استاد برج العرب هو رحلة عذاب.
إن الأراضى التي تحيط بالاستاد هي ملك للقوات المسلحة، وإذا كانت ليست ملكاً لها فمن الممكن أخذها وإعطاء أصحابها أراضى بديلة ويتم عمل شوارع حول الاستاد حتى تستطيع جماهير كرة القدم الذهاب إلى الاستاد دون معاناة، وكلنا نعلم أن استاد الجيش ببرج العرب خارج مدينة الإسكندرية، ولا سبيل للوصول إليه إلا بالسيارات الخاصة أو سيارات الأجرة والميكروباصات، فلا توجد مواصلات عامة تصل إليه.
عانى المنظمون من الشرطة والقوات المسلحة وشركة فالكون الكثير حتى لا يكون هناك ضحايا أو جرحى جراء الزحام غير الطبيعى على الأبواب، وفى نفس الوقت كان الجميع حريصا على تفتيش كل من يدخل الملعب، ولكن مع التزاحم كان من الممكن أن يحدث أي شىء.
نحن نرفض الفوضى، ولذا يجب علينا أن نتخذ جميع السبل التي تكفل وجود النظام، وحتى نستطيع أن نعاقب كل من يخرج عليه.
مبروك لمصر..
