x

أسامة خليل جريمة الإعلام فى حق المنتخب الأوليمبى أسامة خليل الأربعاء 09-12-2015 21:21


بعد أن اختبرت اتحاد الكرة فى أكثر من موقف وقرار، كنت من الرعيل الأول الذى أشار إلى أنه لا أمل فى إصلاح الكرة أو حتى إدارتها بشكل روتينى تقليدى وظيفى مع هذا المجلس وأعضائه المنشغلين بأنفسهم ومعاركهم الشخصية وتوازناتهم، ورغم ذلك، فإننى لا أُحملهم وحدهم مسؤولية الإخفاق فى وصول المنتخب الأوليمبى لدورة الألعاب الأوليمبية فى ريودى جانيرو، فشركاء الهزيمة هذه المرة كثيرون، وفى مقدمتهم الإعلام الذى وجدت أغلبه يغسل يديه مما حدث، ويُحمل الاتحاد المسؤولية كاملة.

وهنا أريد منكم أن تعودوا بالذاكرة للخلف قليلاً، وتتابعوا ماذا كانت تكتب الصحافة ويقول السادة مقدمو البرامج ومحللو الفضائيات عن هذا المنتخب، وذلك الجيل الذى سيعيد تاريخ الأمجاد، ومدربه الفذ، الكابتن حسام البدرى، الذى يقود السفينة لتحقيق ميدالية فى الدورة الأوليمبية، لدرجة أننا صدقنا جميعاً وقبلنا- اللاعبون وجهازهم واتحاد الكرة ووزارة الرياضة- أن الصعود للأوليمبياد أمر مفروغ منه، وأن هذه أسهل خطوة فى المشوار، وأن العمل الحقيقى هو كيف سندعمهم للفوز بالميدالية؟

الوهم الذى عاشته الجماهير، وأنا منهم، صدَّره لنا الإعلام، وثقته المفرطة فى المدرب واللاعبين، وكان البعض يتحدث عن المنتخب الأوليمبى بمعزل عن اتحاد الكرة ومشاكله، ووفر للمنتخب حماية حديدية من النقد أو حتى العتاب، ولم يناقش أحد الكابتن حسام البدرى فى اختياراته التى جاء أغلبها من الأهلى والزمالك، وهى حتى وإن جاءت لمعايير الأفضلية فى المهارة والجاهزية، فإنها كانت تحتاج سيطرة سلوكية ونفسية وفنية على هؤلاء اللاعبين، وهو ما فشل فيه الجهاز الفنى، فشاهدنا مجموعة من المعلمين المستهترين المتكاسلين المتقاعسين، الذين فرضوا على الملعب سلوكهم ودلعهم وأنانيتهم وتعاليهم وغرورهم، فتحكموا بتصرفاتهم غير المسؤولة فنياً وسلوكياً فى مصير المنتخب وفرصته، وفرضوا إرادتهم وطريقة لعبهم على حسام البدرى الذى انشغل هو الآخر، طوال فترة توليه المسؤولية، بتسويق نفسه لتدريب الأهلى، كلما فرغ مكان المدرب فى النادى الأحمر.

ومن المهم أن يكون الإعلام موضوعيا وينتقد نفسه، ويقول الحقيقة، أما الهروب وإلقاء المسؤولية كاملة على الاتحاد، باعتباره «الحيطة المايلة»، فهذا استمرار لسياسة تضليل الرأى العام.

■ ■ ■

فى إطار الحملة القومية للتشهير بالأهلى وإدارته شاهدت وسمعت وقرأت مَن يقول إن إعادة رئيس النادى شارة الكابتن إلى حسام غالى فيها كسر لقيم ومبادئ النادى الأهلى، ومن ثَمَّ فعلى المجلس أن يرحل فورا، بعد أن مرمط سمعة النادى وشهّر به أمام الجماهير وأعاد الشارة للمارق المتمرد «غالى»، ولم يَخْلُ الكلام من مقارنة غير واقعية بين ما فعله حسام غالى وما ارتكبه عصام الحضرى، وهروبه من النادى، وفسخ عقده من طرف واحد، وكيف أن الأهلى لم يَعْفُ عنه ويسامحه، فلماذا فعلها طاهر الآن؟

وعن نفسى، أرى أن رئيس الأهلى فعل ما كان يجب أن يفعله، ولو فعل غير ذلك وأصر على قراره لكانت الآثار السلبية أكبر على الفريق، فحسام غالى منذ سُحبت الشارة منه وهو مثال للالتزام والرجولة والحماس، وكان بالفعل قائداً للأهلى فى مباراة السوبر بلا شارة، ومن ثَمَّ فإن استمرار العقوبة فيه ظلم وعناد فى غير موضعه، خاصة أن خطأه لا يقارن بجريمة الحضرى القانونية والأدبية فى حق الأهلى، ويبقى الدور على حسام غالى فى اقتناص الفرصة، وقيادة فريق الأهلى فى هذه المرحلة التاريخية الانتقالية الفاصلة فى العودة للفوز بالبطولات، فالأهلى لم يعد ينقصه فى ظل توفر كوكبة من اللاعبين المميزين والمدرب الكفء والاستقرار المالى والإدارى فى وجود الكابتن زيزو، وسيد عبدالحفيظ، سوى القائد المخضرم داخل الملعب وخارجه، ولم شمل اللاعبين، وإزالة الرواسب النفسية والشخصية التى تركها سوء الإدارة الكروية والفنية فى الموسم الماضى.

■لا أفهم ماذا يستفيد ميدو من التصريحات المتحرشة التى يطلقها كل فترة عن أبوتريكة، وكان آخرها فى إحدى القنوات التونسية، وقوله: (أبوتريكة كان أحد أسلحة جماعة الإخوان، وكان يعلم تماما ما يفعل بتوصيله رسائل)، وميدو بكلامه غير الموفق فى توقيته ومكانه وقع فى خطأ كبير، وهو توجيه اتهام لشخص دون أدلة، حيث إنه لو صح هذا الاتهام لوجبت محاكمة أبوتريكة قضائياً، ولو أن ميدو لديه الأدلة فليقدمها إلى النائب العام فوراً، أما الاتهامات الجزافية أو الانطباعية دون دليل فهى جريمة يتعرض مَن يرتكبها للعقاب القانونى، ويعلم ميدو أكثر من غيره أنه لو قال هذا الكلام فى أوروبا، واتهم لاعبا زميلا أو حتى شخصا عاديا لتعرض للعقاب الفورى من القانون والإعلام والرأى العام، وإذا كنا سنعتمد هذا الأسلوب فى تعاملنا فسنعطى الحق لمنتقدى وكارهى «ميدو» فى اتهامه بسلسلة من الأقاويل المنتشرة حوله ستؤلمه، وتقلل من شأنه أمام الجماهير، وعلى «ميدو» أن يفهم أنه إذا كان يريد الحفاظ على محبيه وجماهيره وذكرياتهم الجميلة معه فى إنجازه الأوروبى، فعليه أن يتحلى بالرقى فى التعامل مع الآخرين، ولا يتهمهم دون أدلة، فهذه التصريحات البالونية تنال من رصيد محبته واحترام الناس له، ناهيك عن أن نجوميته تجاوزت التحرش، والدخول فى قضايا ومشاكل ليس لها غرض سوى «الشو» الإعلامى وإثارة الجدل.

■ ■ ■

التصريح المهم الذى أدلى به اللورد تريسمان، رئيس الاتحاد الإنجليزى لكرة القدم السابق، عن أن قطر دفعت 117 مليون دولار رشاوى لاستضافة كأس العالم، وقوله: «هذا المبلغ يُعتبر 6 مرات أكثر من المبلغ الذى أنفقته بريطانيا للفوز باستضافة كأس العالم فى عام 2018 و12 مرة أكثر مما أنفقته أمريكا على طلبها لاستضافة كأس العالم لعام 2022»، مشيراً إلى أن هذه المعلومات من المخابرات البريطانية كلام خطير ومهم التدقيق فى مغزاه، ولا أريد هنا أن أهاجم قطر، ويكفيها ما فيها وما تحمله من كراهية الشعب المصرى لحكومتها وأمرائها، ولكن أريد الإشارة إلى نقطتين:

الأولى: أن التصريح يؤكد أن الغرب ليس نظيفا وشفافا ومحترما كما يتم تصديره لنا، وأنهم مرتشون وفاسدون وبعض قادتهم أخلاقهم فى الحضيض.

الثانية: مادامت المخابرات البريطانية لديها المعلومات والتسجيلات، ونفس الأمر الأمريكية، فالسؤال: لماذا تم تمرير الموافقة على تنظيم قطر لكأس العالم، خاصة أن رصد الرشاوى تم خلال العملية التحضيرية التى سبقت التصويت ولم يُكتشف بعدها؟ والإجابة عن هذا السؤال البسيط تفضح لنا أن قطر الشقيقة، التى لا تملك أى مقومات من حيث المساحة وعدد السكان والمناخ لاستضافة هذا الحدث الضخم، منحت التنظيم ليس لدفعها الرشوة، فكلهم يدفعون وكلهم فاسدون، ولكن لأسباب سياسية فى وقتها، ومكافأة للدور السياسى لدعم الإخوان المسلمين فى المنطقة، وأن البطولة ستُسحب منها بعد انتهاء اللعبة.

وغداً سيكتشف العالم وسيذكر المؤرخون أن الاتحاد الدولى «فيفا» شارك فى أقذر مؤامرة سياسية وعسكرية ونفسية تمت على منطقة الشرق الأوسط.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية