x

طارق الشناوي (آه لو لعبت يا زهر)! طارق الشناوي الإثنين 04-04-2016 21:30


من المؤكد أن المطرب أحمد شيبة فى قفزة واحدة وأغنية واحدة ((آه لو لعبت يازهر)) تحول من قائمة المغمورين إلى المشهورين، من فنان يشار له بالملاليم إلى نجم يشار له بالملايين، وهكذا لعب الزهر لصالحه، أغلب نجومنا وفى كل المجالات ينتظرون لعبة الزهر.

بالطبع لا يكفى أن يلعب الحظ معك مرة الأهم أن تدرك أصول اللعب، لديكم مثلا أحمد عدوية قبل 45 عاما ضحكت له الدنيا بأغنية ((السح الدح أمبوه)) وأكمل الطريق إلى درجة أن عبدالحليم حافظ فى عز نجوميته يردد وراءه ((شيل الواد م الأرض))، بعدها ظهر كتكوت الأمير بأغنية ((يا واد يا جن)) ولم يكمل، وشهدت نهاية الثمانينيات انطلاق كل من على حميدة ((لولاكى)) وحمدى باتشان ((إيه الأساتوك ده)) ولم يكملا الطريق، وهو ما تكرر مع شعبان عبدالرحيم ((باكره إسرائيل وبحب عمرو موسى)) ولم يستطع تقديم أغنية أخرى على مدى 16 عاما، حتى أنه فى انتخابات الرئاسة قبل أربع سنوات تسبب فى هزيمة موسى عندما غنى باسمه.

ضربة الحظ من الممكن أن تعثر على أسباب اقتصادية واجتماعية ونفسية بل وسياسية لنجاحها، فى التمثيل قد تأتى ضربة حظ من خلال إيرادات غير مسبوفة مثل تلك التى حققها عادل إمام فى نهاية السبعينيات مع ((رجب فوق صفيح ساخن)) واستمر وحتى الآن متجاوزا 40 عاما محتفظا بالقمة الرقمية فهو يهضم مفردات الأجيال ولديه قدرة على استيعاب الزمن الذى يعيشه، صحيح أنه لا يكتفى بما لديه من موهبه وما يمتلكه من حب بلا سقف تمنحه له الجماهير ولكنه يحرص على غطاء سياسى من السلطة يظل يعيش تحت مظلته وهكذا وجدناه على اليوتيوب يشيد بالرؤساء الثلاثة مبارك ومرسى والسيسى، يحرص بين الحين والآخر أن يعلو صوته مؤيدا للنظام كل أحاديثه فى ((المصرى اليوم)) مثلا بسبب أو بدون سبب كان يصر أن تتضمن تأييدا لجمال مبارك لوراثة عرش أبيه، نعم كل ما فعله عادل من نفاق للسلطة فى كل العهود لا يكفى لاعتلاء العرش لو لم يكن يتمتع بكاريزما استثنائية لم تهزمها سنواته التى تجاوزت السبعين.

((زهر)) لعب لصالح محمد هنيدى عام 1997 وصعد به للقمة مع ((إسماعيلية رايح جاى)) محققا وقتها ضعف رقم عادل إمام فى الشباك حيث تجاوز 15 مليون جنيه، واستمر خمس سنوات ولكنه لم يدرك أن هناك مرحلة تشبع وعلى الفنان أن يغير البوصلة لكنه ظل ولا يزال سائرا إلى بحر الظلمات، ليصعد فى نفس العام 2002 ((اللمبى)) محمد سعد وهو أيضا لم يدرك ما الذى يفعله سوى أنه لا يزال يكرر نفسه ولم يكتف بهزيمته سينمائيا بل ذهب بنفس ((عدة الشغل)) للتليفزيون وبعد الهزيمة قدم برنامجا ولا يزال يتبدد، وصفته مرة بأنه مثل عود القصب بعد أن حصلوا على كل حلاوته لم يبق أمام شركات الإنتاج سوى أن يعصروا ((الزعزوعة))، أحمد حلمى منذ 2007 وهو متواجد على القمة الرقمية ((كده رضا))، أخفق فى اختيار آخر أفلامه ((صنع فى مصر)) ولكن ذكاءه تأكد فى تمرده على النجومية أدرك أن الاستمرار ليس ضربة حظ وأفلام مثل ((عسل أسود)) و((إكس لارج)) و((ألف مبروك))، تؤكد أنه تجاوز مجرد التفكير فى أن يحصر نفسه فى إطار مهمة المضحكاتى، النجوم تصادفهم لعبة الحظ ولكن كيف تواجه قانون الزمن، أعجبتنى مثلا ليلى علوى هذا العام بحماسها لمسلسل ((هى ودافنشى))، دافنشى هو خالد الصاوى أى أنها بطولة مشتركة مع نجم له جماهيرية، مسلسلاتها فى السنوات الأخيرة شهدت تراجعا ملحوظا، فكان ينبغى تغيير المعادلة، وهكذا مثلا تجدها فى السينما هذا العام مع منة شلبى فى ((الماء والخضرة والوجه الحسن))، وهو فى الحقيقة ما سبق أن قدمته يسرا فى أكثر من فيلم، وهو درس قدمه نور الشريف الذى ابتعد عدة سنوات عن السينما ثم عاد مع أحمد عز ((مسجون ترانزيت))، ثم كانت إطلالته الأخيرة فى ((بتوقيت القاهرة)) بطلا مع مجموعة من الشباب.

الزهر يلعب معنا فى البداية وعلى الفنان أن يلعب بالزهر قبل أن يتلاعب به!!.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية